نجيب محفوظ وحق الناس

نجيب محفوظ وحق الناس

نجيب محفوظ وحق الناس

 صوت الإمارات -

نجيب محفوظ وحق الناس

طارق الحميد
بقلم : طارق الحميد

بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده 111، تأملوا تلك الإجابة، التى أدلى بها عمنا وتاج رأسنا نجيب محفوظ، فى حوار طويل 6 صفحات نشرته له قبل نحو 35 عاما فى مجلة (الوادى) مصرية- سودانية أصدرتها مؤسسة روزاليوسف: (لو أعرف أن روايتى ستقرأ على مجموعة من الأميين لكتبتها بطريقة أخرى)، كان السؤال عن دور المتلقى فى تشكيل أسلوب المبدع، هل ندون فقط ما نشعر به، أم أن هناك عقلًا واعيًا، يتلقى أولًا الكلمة أو النغمة ويبدأ فى اختبار مدى قدرتها على الوصول للناس؟، الإجابة تعنى ضمنًا أن كاتبنا الكبير لا ينسى أبدًا حق الناس عليه.

ليست (شعبوية) كما يفسرها البعض بعجالة، التى تعنى أن المبدع يقدم عمله ومع سبق الإصرار والترصد تبعًا لذوق ومقاس وثقافة الجمهور، المقصود أنه فقط لا ينسى أبدًا أن هناك من ينتظره على الشاطئ الآخر.

الرقم الذى يتحقق فى شباك التذاكر وكثافة المشاهدة وتداول الكتاب وتوزيع الأغنية لا يمكن أن نقلل من أهميته، برغم أنه ليس هو الدليل الحتمى على القيمة الإبداعية، إلا أنه يحمل مؤشرًا ودلالة يجب الالتفات إليها، وتأملها بدقة، على الجانب الآخر، عندما تتضاءل الإيرادات ويدير الجمهور ظهره للعمل الفنى ويلاقى فشلًا ذريعًا فى دور العرض ومحال بيع الأغانى، أو المكتبات، يجب أن نحلل ظلال الأرقام، وما تطرحه علينا من أسباب ودوافع مباشرة أو غير مباشرة.

لا تصدقوا مخرجى هذه الأفلام التى خاصمها الجمهور، عندما يتشعبطون على أكتاف المخرج يوسف شاهين، ويقولون لا تنسى فيلمه (باب الحديد) وكيف قبل أكثر من ستين عامًا رشقه الجمهور بالحجارة، ثم أصبح مع الزمن واحدًا من أكثر الأفلام شعبية فى التاريخ، ولا يزال يحظى فى نفس الوقت بمكانة متقدمة فى التقييم الفنى، حيث احتل المركز الثانى عربيا بعد «المومياء» لشادى عبد السلام، فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى الذى أجراه مهرجان (دبى السينمائى الدولى) 2013 فى دورته العاشرة.

بالطبع (المومياء) لا يزال حتى الآن فيلمًا نخبويًا، بينما (باب الحديد) يستحق عن جدارة لقب الفيلم الشعبى.

أرى دائمًا أن من حق صانع العمل الفنى مهما بلغ مستواه الدفاع عن الفيلم أو الأغنية التى قدمها، ومن حقه أيضًا أن يلجأ لكل الأسلحة فى تجميل بضاعته، على شرط ألا يستخدم سلاحًا واحدًا باتت كل الأعمال الفنية الخاسرة تلجأ إليه، شماعة (باب الحديد)، ربما يضيفون أيضًا أفلامًا رائعة أخرى لم تحقق فى البداية شيئًا يذكر، فى شباك التذاكر مثل (شىء من الخوف) حسين كمال و(بين السماء والأرض) صلاح أبو سيف، صارت هذه الأفلام مع الزمن هى الأهم فى ذاكرة السينما، ويتابعها الملايين، فى كل القنوات الفضائية، واستطاعت من خلال أرقام البيع أن تضمن أيضًا الملايين لمنتجيها، نعم هذه الأفلام وغيرها حققت كل ذلك الحضور، لأنها تنطوى على قيمة فكرية وإبداعية تزيدها الأيام حضورًا ورسوخًا، كان رهانها على السينما المغايرة بمختلف مفرداتها، ولهذا لم يتماه معها الجمهور فى البداية، لأنه لم يستطع أن يفك شفرتها بسهولة ولأننا كلنا- لا أستثنى حتى المتخصصين أو النقاد- نفضل التعامل مع العمل الفنى الذى ألفناه وتعودناه، يرتاح البعض لمن يقدم له النغمة الدرامية السائدة التى تجعل الذهاب لمشاهدة الفيلم أقرب إلى رحلة استجمام وليست مخاطرة استكشافية، إلا أن العمل الفنى الذى يخرج عن الصف ويتجاوز الطابور، يجب أن يحمل وميضًا خاصًا يجذبك إليه، هذا الوهج هو الذى يدفعك لكى تشاهده أو تقرأه مرة أخرى، وبعد ذلك يصبح هى الأقرب إليك وتشعر بحنين واشتياق دائمين إليه، عدد كبير من روايات نجيب محفوظ تزيدها الأيام وهجًا وطزاجة وحداثة، لأنه لم ينس حق القارئ أمس واليوم وغدًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ وحق الناس نجيب محفوظ وحق الناس



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates