أحلام كسرى وفلتات الوعي

أحلام كسرى وفلتات الوعي

أحلام كسرى وفلتات الوعي

 صوت الإمارات -

أحلام كسرى وفلتات الوعي

بقلم - مشاري الذايدي

 

يُقالُ في بعض نظريات علم النفس إنَّ الوعي الباطن، الخام، حتى وإن قمعه الوعي الأعلى وضبطه، يجد طريقه للخروج والعلنية فيما يسمى «فلتات اللسان»، وغيرها من مسارب الخروج النفسية.

هذا إذا عددنا أنَّ تصريحات بعض قادة النظام الإيراني هي من هذا القبيل، وهي تعاكس تصريحات المسؤولين الدبلوماسية، في الدولة الإيرانية.

الأربعاء الماضي، قال اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الإيراني الأعلى والقائد السابق للحرس الثوري، كما نشرت «العربية نت»، إنَّ الإيرانيين وصلوا ثلاث مرات إلى البحر الأبيض المتوسط، مرتان منها في عهدي الملكين الأخمينيين، قورش الأول وأحشويروش أو خشايارشا الأول، وآخر مرة بواسطة «حزب الله» اللبناني.

صفوي، وهو من مخضرمي العقيدة الإيرانية الحاكمة، شرح أكثر: «نحن الإيرانيين توجَّهنا إلى البحر الأبيض المتوسط حوالي 500 سنة قبل الميلاد، حيث ذهب قورش الكبير إلى أورشليم وحرَّر أورشليم واليهود».

كما أن صفوي سبق أن دعا في مارس (آذار) الماضي بمحاضرة له في جامعة «إمام حسين»، إلى «توسيع العمق الاستراتيجي الإيراني»، فقال: «يجب أن نزيد عمق الدفاع الاستراتيجي إلى 5 آلاف كيلومتر». بل قال صراحة إنَّ «حزب الله» اللبناني هو جزء طبيعي من القوة الإيرانية عسكرياً وثقافياً، هذا أمر مفروغ منه عند هذا النسر الإيراني العتيق، الكلام على غير «حزب الله»، فقد عدَّ صفوي أنه «حتى حماس والجهاد الإسلامي قريبان من أهدافها، واليوم نحن لسنا في البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل في البحر الأحمر وباب المندب أيضاً».

هل كلام صفوي خاص به، ولا يعبر عن وعي عميق كامن في «النفس العمومية» أو الوعي الجماعي المتفق عليه، ولو كان أيضاً متفقاً على توريته!؟

مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات، علي يونسي، في تعليق شهير له قبل 9 سنوات، ذكر أنَّ إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد، كما تحدث النائب البرلماني أسدي عن سيطرة إيران على 4 عواصم عربية، هي: بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق. وهناك تصريح لمساعد وزير الخارجية الإيراني بأنَّ إيران تعيش على 30 في المائة من حدودها التاريخية.

هذه الانكشافات تفسّر لنا من حين لآخر سلوك النظام الإيراني، غير «المعقولة» بالمنطق السياسي العملي المصلحي البحت.

هذا أيضاً، يعارض من «يحصر» الفعل السياسي بالأسباب المادية البحتة (صراع على موارد، رغبة في توسيع السوق، بحث عن نفوذ بحت... إلخ).

الهواجس و«الخرافات» التاريخية والفكرية محرك جوهري في تدافعات واندفاعات السياسة.

لست أقول إنَّها المحرك الوحيد، لكن لست أقول أيضاً بتهميشها والتقليل منها... هكذا يفكرون، أو يفكر جلُّهم، وهكذا يجب أن تفهمَهم.

وبعد، لاحظ أنَّنا نتحدَّث عن نظام «إسلامي» ثوري، يعتمد على إرشاد الولي الفقيه، وهكذا يتفاخر بإرث وغزوات «جاهلية» قبل الإسلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام كسرى وفلتات الوعي أحلام كسرى وفلتات الوعي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates