بيان من المحروسة

بيان من المحروسة

بيان من المحروسة

 صوت الإمارات -

بيان من المحروسة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

من علامات الشطارة فى إدارة المعركة مع العدو أو الخصم أن تحدد أنت لا هو ميدان المعركة وكذلك التوقيت.

وهذا تقريبًا ما تستطيع أن تقرأه بين السطور فى بيان وزارة الخارجية، الذى أعلن اعتزام مصر التدخل رسميًّا مع دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.. تستطيع أن تطالع بين سطور البيان أن القاهرة لم تجد مفرًّا من دخول معركة سياسية دبلوماسية مع تل أبيب، وأنها حددت توقيت إطلاق المعركة ليكون فى الثانى عشر من مايو، ثم حددت ميدانها ليكون فى محكمة العدل الدولية التى تنظر الدعوى الجنوب إفريقية.

وبمجرد الإعلان عن البيان فإنه حظى بمتابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو لم يشغل الناس بشىء جاد وفقط، ولكنه أزاح من طريقهم الكثير من القضايا العبثية التى شغلتهم على المواقع نفسها لأيام وربما لأسابيع انقضت.

ولا بد أن متابعى هذه المواقع قد حمدوا الله تعالى، ثم التقطوا أنفاسهم، لا لشىء، إلا لأنهم أخيرًا وجدوا أنفسهم أمام قضية جادة انخرطت فيها المحروسة، وأعلنت ذلك على الملأ بشجاعة فلا تخفيه ولا تمارسه على استحياء.

لقد انشغل الناس على مدى أيام وأسابيع بما لا يجوز أن يكون موضع انشغالهم، ولا حتى محل اهتمامهم، وإذا جاز فليس على هذه المواقع بالذات.. وكان أديب إيطاليا أمبرتو إيكو قد وصفها ذات يوم فقال إنها تشبه الخمّارات، التى تجد فيها من السكارى أكثر مما تجد من الذين يحتفظون بدرجة من الوعى المطلوب.

ويستطيع المتابع أن يلمح اللغة الدبلوماسية فى بيان الخارجية، إذا ما توقف أمام العبارة التى تقول إن مصر

«تعتزم التدخل».. فما بين القوسين لغة دبلوماسية تقصدها المحروسة وهى تستخدمها وتتكلم بها، ثم تفهمها فى الوقت نفسه إسرائيل.

ويستطيع أن يرى اللغة السياسية فى البيان، وهو يشير إلى جرائم الإبادة التى ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية فى حق المدنيين فى قطاع غزة.. وكلها جرائم تخضع لأحكام القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية جنيڤ الرابعة لعام ١٩٤٩.. فكأن حكومة بنيامين نتنياهو قد انتهكت هذه الأحكام جميعها.

هذا بيان أرسل إلى الناس إشارات من الأمل، وأحيا فى النفوس بعض ما ينتظره المواطنون فى مثل هذه المواقف.. وإذا كان المواطن قد ضايقه أن تدخل إسرائيل رفح على حدودنا، فقد أسعده ألّا يتأخر الرد من جانبنا، وأن يكون ذلك فى ميدان الدبلوماسية الواسع وفى ميدان السياسة الأوسع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان من المحروسة بيان من المحروسة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates