محمود جبريل

محمود جبريل

محمود جبريل

 صوت الإمارات -

محمود جبريل

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

كان محمود جبريل إحدى الفرص الضائعة ليس في ليبيا وحدها؛ بل على مستوى العالم العربي. جيل من المتعلمين وذوي الكفاءات والهدوء الفكري، فاته الشراكة في السلطة أيام هَوَسها الجماهيري، ثم فاتها الاتفاق حوله عندما عمّ الصخب والفوضى، وانقسمت ليبيا من جديد إلى قبائل ومقاطعات وقساوات.
محمود جبريل كان وجه «الجيل المناسب»؛ الجيل الذي درس مثل غيره في مصر، ثم استكمل دروسه العليا في الولايات المتحدة، وكان شجاعاً بالقدر الذي جعله ينتمي إلى مجموعة سيف الإسلام، وعاقلاً بحيث لا يتجاوز، مع سيف الإسلام، المحاولات المتروّية للخروج بالبلاد بسلامة من الخلخلة السياسية والنفسية التي انتهت إليها ليبيا بعد 42 عاماً من الإبحار في أفكار «الكتاب الأخضر» وممالك الأخ العقيد.
كمواطن من المشرق العربي؛ كنت أعتقد أن محمود جبريل، الهادئ والمنفتح والمتمتع بشخصية كاريزمية وثقافة واسعة، سوف يكون أكثر الوجوه مقبولية في العالم العربي ولدى الأسرة الدولية بصورة عامة. أما في الداخل الليبي؛ الشاسع والمعقّد والعاري تماماً من المؤسسات الصلبة، بعد سنوات الجماهيرية وحكم اللجان، فلم يكن الأمر بالسهولة نفسها. لكن جبريل - والمجموعة التي أحاطت به - كان على قدر التحدي الداخلي أيضاً. وكان في الإمكان، لو أُعطيَ الفرصة الكافية، أن يقود المرحلة المؤقتة من دون كل هذه الحروب وهذا الخراب وهذه الحالة الانهيارية التي بُلي بها واحد من أغنى وأهم بلدان الخريطة العربية مشرقاً ومغرباً.
ولو كانت ليبيا أقلّ مالاً أيام الجماهيرية لربما كانت أوفر حظاً. فلا تمويل لحرب لبنان، ولا لحرب آيرلندا، ولا لحرب بوركينا فاسو، ولا لحرب الأردن، ولا لحرب زيمبابوي، ولا للحرب على مصر ولا على السودان، ولا مع إيران على العراق. وعندما سُئلت مارغريت ثاتشر مرة كيف تسمح ببيع السلاح إلى طهران، قالت: الأحرى بكم أن تطرحوا السؤال على الدول العربية مثل ليبيا.
محزنة وفاة محمود جبريل؛ خصوصاً في الزمن الضائع أيضاً. محزنة في كل الأحوال؛ فرداً أو جماعة. وأنا واحد من الذين وضعوا في البداية آمالاً كثيرة عليه. وخُيّل أن جيله، بكل معطياته وظروف المرحلة، سوف يحوّل «الربيع العربي» إلى دول متوازنة قادرة على التعايش مع وقائع القرن الحادي والعشرين. كان محمود جبريل محاوراً من الفئة الأولى، وصاحب أحلام تشبه أحلام الشعوب السعيدة مثل سنغافورة.
ربما كانت الدوامة الدولية يومها أبعد من واقعيته وذكائه. وربما كان الصخب الداخلي أكثر عنفاً مما يتحمل. وربما سبقت الطائرات القطرية (بما فيها ما ضاع منها على الطريق) العرب الراغبين لليبيا في حل بلا طائرات تتبعها سفن تركيا.
لكن «ربما» مثل «ليت»، لا نفع لها إلا في الأغاني. جيل محمود جبريل جيل عربي آخر ضاع بين عقل يمزق الخطاب في الأمم المتحدة، وعقول تمزق ليبيا نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود جبريل محمود جبريل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"

GMT 01:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كلوب يكشف السبب الرئيسي لسقوط ليفربول أمام ساوثهامبتون

GMT 12:49 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يوضِّح تعرّضه للأذى في برشلونة سبب خروجه عن صمته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates