في مديح «الخفة»

في مديح «الخفة»

في مديح «الخفة»

 صوت الإمارات -

في مديح «الخفة»

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

مفهومي للجدية يتمحور حول مستوى الالتزام الذي أصبغه على الأشياء، لكي تبدو أكثر ثقلاً و«فاعلية»، على سبيل المثال جديتي في تعاملاتي الإنسانية أو المهام المنوطة بي أو حتى مع ذاتي، وقد غلب ذلك على نهجي وسلوكي باستمرار، فنادراً جداً ما أخذ الأمور على محمل الهزل، وهو ما كان محل انتقاد كثيرين!، والحقيقة أنه الآن وبعد هذا العمر، لا أشعر بالندم على ذلك، فقد جنيت ثمار التزامي، غير أن لي رغبة شديدة في المشاركة بحالة «الخفة» التي يحتفي فيها آخرون بكل سعادة.
 عندما نلتزم «الجِدة» فعلاً، فإننا نجني ثماراً ومنافع جلية، غير أنه حتى لسلوك الخفة منافعه أيضاً، ولعل أهمها الصحة النفسية التي يعيشها أولئك الذين لا يولون لكل شاردة وواردة في حياتهم ذلك الاهتمام المبالغ فيه، فتمر عليهم الأمور بكل سلاسة بلا تداعيات كارثية ينتج عنها تغيرات مصيرية. 
ولهذا وجدتني متلبسة، في توقفي المتكرر في غرف الدردشة في تطبيق (clubehouse)، التي لا تحمل عناوين، أو لها عناوين لا تعني شيئاً، من قبيل «رغي وخلاص»، «بدون فلسفة»، «سواليف الي ماعندهم سالفة»، «لا للمثقفين أو الأذكياء»، والواقع أنها أكثر جذباً لي من باقي الغرف محددة المواضيع وكثيرة الضيوف. 
تشبه الغرف في هذا التطبيق الحياة الحقيقية التي نعيشها إلى حد بعيد، فكلما زاد عدد الأشخاص المتواجدين وقل عدد المتحدثين، غلبت الرسمية والافتعال على الموقف، والعكس صحيح.
 بعض الغُرف في هذا التطبيق تحوي أشخاصاً لا مانع لديهم من التعبير عما يجول بخواطرهم بدون أي محددات، صادقين لأبعد الحدود، إنها نماذج لا أراها في الحياة اليومية العادية، نماذج غير مبالية بردات فعل الآخرين، ليس لديهم أي مانع من الحديث عن نواقصهم والضحك عليها، ومشاركة الآخرين سقطاتهم غير مبالين بأحكامهم، وفي هذا تكمن جاذبيتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مديح «الخفة» في مديح «الخفة»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates