حد الانبهار

حد الانبهار

حد الانبهار

 صوت الإمارات -

حد الانبهار

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

لم أعد أذكر متى كانت آخر مرة شعرت فيها بهذه الأحاسيس، فمنذ فترة ليست بالقصيرة توقفت عن الانبهار بِلغة كتاب أقرؤه. عندما أصل لهذه الحالة، أحدّث نفسي بأن ذلك بسبب العمر، فكلما كبرنا وزادت معارفنا واتسع اطلاعنا، ندرت الفرص التي تجعلنا نندهش. إن الدهشة فضيلة منحت للأطفال من دون أدنى جهد منهم، وحجبت علينا نحن الكبار إلا لمن اجتهد، وما نهمي المستمر لتجربة الأشياء إلا محاولة مستميتة لإبقاء هذه الفضيلة قيد العمل قدر الإمكان. أخبركم بذلك، لأقول إنها عادت مؤخراً من قراءة خاصة جداً، وجدتها في لغة الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي في ديوانها «كان عليّ أن أوجلك» الصادر مؤخراً عن دار رواشن.
لصاحبة الديوان لغة حلقت بي إلى سماوات حبلى بمشاعر الاكتشاف القديمة. أن تقرأ سطوراً وكأنها كتبت لك، سيمنحك ذلك شعوراً يجعلك تتوقف بإمعان وتركيز شديدين، ويدخلك حالة استرخاء لاإرادية. عن نفسي كنت أنتقل من سطر لآخر رافعة حاجبي الأيسر، ساكبة ثنائي على صاحبة هذه اللغة معربة عن إعجابي الممزوج بغبطة مقرونة باستفهام ملؤه الانبهار، وأقول بصوت مسموع: كيف فعلت ذلك؟ كيف تمكنت من صيد مشاعري وصياغتها بهذه الدقة الشاعرية!
في كتابتي هنا سأخبرك يا أمل أني أمارس بعض حيلك، فأنا أبحث بإصرار واندهاش عندما أتوقف أمام الإشارة في وجوه من يمرون أمامي على معبر المشاة باحثة في ملامحهم عن من يشبهني، متسائلة هل لهم نفس قصتي؟ أنا أيضاً عندما أحزن أختبئ في سريري وأتقوقع كالجنين، وألتفت على نفسي في حيرة من أمري، أأضع يديّ على قلبي الصغير أم أصم بهما أذني.
انتهى ديوانك سريعاً ولكني طاردتك بنهم الباحث عن ‏الدهشة المنشودة عبر فضاءات بعيدة، فوجدتك في ذاتي، فأنا أيضاً يا أمل قرأت مزرعة الحيوان لأورويل مراراً، وما زلت أقرؤها في وجوه وأفعال من حولي!
ما أجمل أن يكتشف المرء ذاته الغامضة في كتابات مبهرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حد الانبهار حد الانبهار



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates