بقلم - حسن المستكاوي
** ما حدث فى نهائى كأس مصر يعكس مبدئيا ثقة وإيمان لاعبى الزمالك بمدربهم فيريرا، وهو أمر لا أستطيع نفيه أو تأكيده بالنسبة لعلاقة لاعبى الأهلى بمدربهم الجديد سواريش. لكن هذا ليس السبب الوحيد لما جرى فى المباراة التى انتهت بفوز الزمالك 2 /1. وقد أهدر خلالها فوزا أكبر لاسيما فى الشوط الأول، بجانب تراجع الفريق فى الشوط الثانى الذى نشط فيه الأهلى.
** إنها مباراة من مباريات، وبطولة من بطولات، ويجب التعامل مع أداء الأهلى فى هذا اللقاء، بدارسة وتحليل عميق، لأن الأداء كان بعيدا جدا عن شخصية الفريق، وتاريخه، وأسلوبه المعتاد، إلا أن الواقع يقول أيضا إن الزمالك قدم عرضا لكرة القدم المتقدمة، والجديدة فى الشوط الأول تحديدا. وهو من أفضل أشواطه هذا الموسم. حيث أخذ المبادرة والسيطرة، ولعب بتكتيك مميز جدا، بدأ بالضغط على لاعبى الأهلى فى ملعبهم كلما حاول الفريق بناء هجمة من الخلف. يضغط نيمار أو الجزيرى أو المثلوثى على مفتاح لعب الأهلى الأيسر على معلول. ويضغط زيزو، وبن شرقى وعاشور على أيمن أشرف وياسر إبراهيم، والسولية وفتحى بحيث لا يستلم أحدهما الكرة بسهولة. وهو ما فرض على الأهلى شوطا كاملا تقريبا من الحيرة، وقلة الحيلة، واضطراره لإرسال كرات طويلة إلى لا أحد، لأن لاعبى الزمالك يرتدون بسرعة إلى مواقف الدفاع. من نقطة قريبة من خط منتصف الملعب ليلعب الفريق كله فى مساحة 30 مترا مربعا، بحيث تكون خطوط حركة لاعبى الأهلى بعيدة عن مرمى عواد، وهذا من أهم ما ميز تكتيك الزمالك فى هذا الشوط.
** وفى الوقت نفسه كان غريبا أن يسمح المدرب سواريش بتقدم السولية وديانج يمينا ويسارا فى البداية وفقا لتصور تكتيكى أظن أنه كان فى ذهنه قبل المباراة، وهو ما أخلى مساحة فى وسط الملعب للزمالك، ولم يسرع بمعالجة الأمر سوى بعد الهدف الأول الذى سجله زيزو نتيجة تحرك رائع من الجزيرى إلى خارج الصندوق، وقد صاحبه مدافعو الأهلى فى اندفاع ساذج بجانب خروج الشناوى من المرمى دون مبرر، ليتحرك زيزو ويحتل مكان الجزيرى ويسجل هدفا جميلا جاء نتيجة مهارة الثنائى زيزو والجزيرى، وأخطاء دفاع الأهلى وحارس مرماه.
** لم تكن المسألة فقط قيادة وتكتيكا ذكيا من فيريرا، وإنما مهارات هجوم الزمالك زيزو وبن شرقى والجزيرى، وكان الثلاثة مثل عدائى المسافات القصيرة وسط مدافعى الأهلى فهم أسرع وأكثر رشاقة، وخفة، ويمرون من الخطوط الحمراء كما يريدون، فى مواقف أذهلت جماهير الأهلى وهى ترى لاعبيها مثل عدائى سباقات الماراثون الطويلة المجهدة التى تحتاج إلى صبر و«طولة بال»، وسط سباق سرعة، وزادت الدهشة للحالة الذهنية والبدنية إلى يظهر بها لاعبو الفريق. وفى المقابل عزز المواقف الهجومية للزمالك الثنائى إمام عاشور ونيمار من الوسط، وأحيانا المثلوثى صاحب بناء هجمة الهدف الأول أوفتوح. وكلاهما كان يتقدم إلى منتصف الملعب وكفى، استنادا على مجموعة الهجوم الخماسية. التى أضافت الهدف الثانى بفاصل هات وخد بين زيزو وعاشور الذى سدد كرة مباشرة دون «إيقافها وإسنادها، وتهيئتها، ومعالجتها» لتسكن مرمى الشناوى وسط حراسة من 5أو 6 مدافعين للأهلى!
** لم تكن هناك فرص حقيقية للأهلى فى الشوط الأول، بينما كانت الفرص كلها للزمالك حتى إن الشناوى أنقذ مرماه من هدفين، ونسى الجميع ذلك بسبب خطأ الهدف الأول. لكن سواريش أجرى تغييرات إضافية بعد خروج شريف واشتراك حسام حسن حيث دفع بمحمد عبدالمنعم بدلا من أيمن أشرف، ومحمد محمود مكان هانى، ووليد سليمان بدلا من السولية، وصلاح محسن بدلا من ياسر إبراهيم، ونشط الأهلى لكن تهديده لمرمى عواد لم يكن خطيرا وربما أهدر فرصة واحدة حقيقية، بعد هدف حسام حسن. بينما كان وليد سليمان أكبر لاعبى الأهلى سنا أفضلهم من جميع الوجوه فى هذا الشوط.
** أهدر الجزيرى فرصة تهديف فى الشوط الثانى، وتصدت عارضة الشناوى لقذيفة من بن شرقى، وأجرى فيريرا تغييرات غير مفهومة، فسحب الجزيرى وقد كان مجهدا لدفاع الأهلى، وأشرك أوباما ثم روقا مكن سيد نيمار، والغريب كان الدفع بالمثلوثى إلى الظهير الأيسر ليلعب حازم إمام فى الجانب الأيمن بدلا من فتوح.. وتراجع الزمالك للملعبه للدفاع حرصا على اللقب الثامن والعشرين لكأس مصر، وعلى بطولة مهمة استحقها بجدارة.
BOX درجات اللاعبين والمدربين
** الزمالك :عواد ( 8،5 ). المثلوثى ( 8 ). الونش ( 8،5 ) حسام عبدالمجيد ( 8 ). فتوح (7.5 ). إمام عاشور ( 9 ). عبدالغنى ( 7 ) سيد نيمار ( 7.5 ). بن شرقى ( 10 ) زيزو ( 10 ). الجزيرى ( 9،5 ). أوباما ( 6 ). روقا ( 5 ) حازم إمام ( 5 ). فيريرا ( 9 )..
** الأهلى: الشناوى ( 5 ولولا تصديه الناجح مرتين لكانت الدرجة أقل كثيرا ). هانى ( 2 ). ياسر إبراهيم ( 4 ). أيمن أشرف ( 3) معلول ( 6.5 ). السولية ( صفر ). حمدى فتحى ( 3). ديانج ( 4). أفشة (2 ). عبدالقادر ( صفر ). شريف ( صفر ) .حسام حسن ( 6 ). وليد سليمان ( 7 ). محمد محمود ( 4 ). صلاح محسن ( 2 ). سواريش ( صفر ).
** ملاحظة: الدرجات خاصة بهذه المباراة. وبناء على تنفيذ اللاعبين لتعليمات المدربين.. وقد سألت ماذا كانت تعليمات سواريش؟! أما سيد عبدالحفيظ فقد أخطأ لتجاهله ممر الشرف فهو أمر خارج عن الروح الرياضية!