بقلم: حسن المستكاوي
** ذكاء فيريرا وخبراته ومهارات لاعبى الزمالك لاسيما زيزو وعاشور والجزيرى وشيكابالا منحت الفريق فوزا وصدارة مستحقه للدورى. وكان تكتيك الزمالك مرتبطا بصورة ما بالهدف المبكر جدا الذى سجله وبأهمية المباراة كونها حاسمة بالنسبة له. لقد بدأ بيراميدز المباراة وهو متأخر بهدف، نتيجة ضربة الجزاء التى فاز بها إمام عاشور بعد 29 ثانية من بداية اللقاء. ومع ذلك كاد بيراميدز أن يسجل مرتين، ولم يحالفه التوفيق. وفى المرة الأولى تصدى القائم الأيسر لعواد لكرة سددها فخر الدين بن يوسف، ثم تصدى عواد ببراعة لفرصة فى الدقيقة 18 سددها وليد الكرتى، ومن موقف الدفاع مارس الزمالك انطلاقات سريعة مضادة ومنها أحرز الجزيرى الهدف الثانى بتصرف مهارى وذكى حين منح نفسه مساحة صغيرة بتفويت الكرة عبر يمناه إلى يسراه، خادعا الدفاع، ليصيب الإحباط لاعبى بيراميدز على الرغم من استحواذهم على الكرة فى الشوط الأول بنسبة 69 % بينما كان الاستحواذ فى الشوط الثانى بنسبة 75%. ومع هذا الامتلاك للكرة كانت النتيجة لمصلحة الزمالك الفوز بثلاثة أهداف مقابل لا شىء وكان الهدف الثالث لشيكابالا من تسديدة رائعة، وهو هدف كرره كثيرا بنفس الصورة وبنفس المهارة.
** تكتيكيا قدم الزمالك مباراة قوية. حيث لجأ للتكتل الدفاعى بعد هدفه الأول واعتمد على الهجوم المرتد السريع وسجل أهدافه بمهارات لاعبيه إمام عاشور وزيزو وسيد نيمار والجزيرى وشيكابالا. وهنا تتجلى أهمية المهارة الفردية. لكنها وحدها لاتكفى بالطبع، فلابد من الروح والعطاء وعدم ضياع التركيز والالتزام بتعليمات المدرب. وقد أكد فيريرا أنه صاحب خبرات عريضة فى إدارة مباريات الفريق منذ توليه المسئولية. ومنها تغييراته وفى مقدمتها خروج أوباما وأشراك إسلام جابر لزيادة عدد المدافعين لاسيما فى جبهة أحمد توفيق وفخر الدين بن يوسف والكرتى حيث تأثرت الجبهة اليسرى لبيراميدز بانضمام رمضان صبحى للداخل كثيرا فى الشوط الثانى.
** سباق المقدمة لم ينته ولم يحسم تماما، فمازالت هناك مباريات وفى كرة القدم تحدث دراما لا يمكن تخيلها أحيانا. لكن بيراميدز إبتعد نسبيا، ليس بسبب خسارته مرتين بست نقاط أمام الزمالك، وإنما لأنه فقد العديد من النقاط التى يفترض أنها كانت معه، مثل التعادل مع فاركو، وطلائع الجيش، وفيوتشر والخسارة أمام سيراميكا. لكن إذا كان بيراميدز ابتعد فماذا عن الأهلى؟
** الأهلى فقد نقاطا كثيرة فى مبارياته الأخيرة، بعكس بدايته للدورى التى كانت قوية للغاية حيث حقق 6 انتصارات متتالية، وقدم أقوى العروض فى البداية ثم تراجعت نتائجه وعروضه. فقد تعادل مع المقاولون والجونة، وسيراميكا كليوباترا، والبنك الأهلى، وطلائع الجيش، وفيوتشر، وخسر أمام بيراميدز فى مباراته المؤجلة، وخسر أيضا أمام سموحة، والمصرى، وهذا كله أفقده العديد من النقاط فى السباق. وذلك على الرغم من سيطرته فى مباريات كثيرة ومنها مباراته الأخيرة أمام المقاولون التى شهدت إهدار ضربة جزاء وتصدت العارضة لهدفين محققين.
** الأهلى يعانى بالدرجة الأولى من أزمة ثقة، بجانب أزمات الإجهاد والإصابات ( 14 لاعبا ) والاشتباك فىيما يقرب من 13 بطولة خلال عام منها ماهو خاص بالموسم الماضى ومنها ما هو خاص بالموسم الحالى بجانب البطولات الإفريقية وكأس العالم للأندية ومشاركة لاعبيه الأساسيين مع المنتخب فى كأس العرب والأمم الإفريقية وتصفيات كأس الأمم القادمة. حتى أن بعض لاعبيه تجاوز عدد مبارياته خلال العام الـ60 مباراة.. ومع النقد الشديد والقاسى أحيانا أصبح لاعبو الأهلى يعانون بالفعل من أزمة ثقة، وهم يحتاجون اليوم عند مواجهة فاركو للجمع بين الفوز والأداء حتى تبدأ عملية بناء الثقة للاعبين على الرغم من الظروف والمعاناة.