يا نجاح مين يشتريك

يا نجاح مين يشتريك!

يا نجاح مين يشتريك!

 صوت الإمارات -

يا نجاح مين يشتريك

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

ليس كل ما يقال في منتديات الحوار، وقد صارت في أكثر الأزمنة انفتاحاً لتكنولوجيا الاتصال، بعدد حبات الرمل، كلاماً ينتفع به الناس، وليس كل ما يرمى به جزافاً في موائد التحليل المنتشرة كالجراد، نقداً يقوم على الدعامات الفكرية المتينة.
لسنا وحدنا من ينبث عندهم النقد مثل الطحالب، فلا يجلب إلى الغثاء الذي لا ينفع الناس، وفي أوروبا يرمى كلام على عواهنه، ونستقبل من البدع النقدية ما يصيب بالفزع، وكان من بين ما راج في الصحافة الإنجليزية مؤخراً، أن مانشستر سيتي الذي يلمع اليوم مثل الذهب في الدوري الإنجليزي بل وفي كوكب كرة القدم، اشترى النجاح، إحالة على ما صرفه «السماوي» خلال السنوات الخمس الأخيرة في سوق الانتدابات.
طبعاً ما عرفت يوماً ولا عرفت الإنسانية حتى منذ غابر الأزمان سلعة تباع وتشترى اسمها النجاح، ولو كانت هناك سلعة تعرض على الأسواق اسمها النجاح، فحتما كانت ستنفذ قبل أن ينفذ الريق في الحناجر دهشة من هذا الذي يقال. 
والذين يوهمون أنفسهم قبل الآخرين، من الصحفيين الإنجليز الذين أعجزهم ربط النجاحات المدوية لـ «السماوي» بالرؤية الثاقبة والإدارة الحكيمة والتدبير الاحترافي الذي لا يترك شاردة ولا واردة إلا وأحصاها، أن «المان سيتي» ابتاع نجاحاته بالمال، فأنا أتمنى عليهم أن يدلونا على السوق الذي يباع فيه هذا النجاح، لأن برشلونة يتمناه والريال يحلم به والمان يونايتد يذكره في يقظته ومنامه.
طبعاً ما كان ممكناً أن يطيل بيب جوارديولا السكوت على هذا المنكر اللفظي، ولا أن يصرف نظره عن مثل هذه السفاهات التي تخرج من الأفواه المصدومة بالبريق الجميل الذي يحدثه السيتي في «البريميرليج»، فقد خرج الفيلسوف ليقول للمتشدقين من الصحفيين الإنجليز، إن صرف الأموال على الانتدابات ليس حكراً على المان سيتي، فكل أندية العالم تصرف المال، وأحياناً بنسب فلكية، من أجل أن يكون لها أفضل اللاعبين، ولكن هل كلها نجحت في تحقيق الألقاب؟ بالطبع لا.
لو كان النجاح يشترى بالمال، لاشترى كل فريق فلسفة كروية كالتي أبدعها بيب جوارديولا، فقادت كل الأندية التي تعاقب عليها إلى تحقيق الألقاب، فما هو برأيي أكبر وأغنى بكثير من اللاعبين أنفسهم، منظومة اللعب التي تستطيع أن تجعل من اللاعبين من ذوي المهارات الفردية العالية، كتلة جماعية تستحوذ على الأرقام والإحصائيات وتصنع النجاح. 
ما يقود إلى النجاح الجماعي لأي فريق هو فكر وعبقرية مدرب، فلو اجتمع 11 ميسي لفريق، فلا شيء على الإطلاق يضمن تحقيق النجاح والظفر بالألقاب، ولكن إن كان لك مدرب بنبوغ ورقي بيب جوارديولا، فثق من أنك ستنجح، هذا ما لم يره بعض الصحفيين الإنجليز، أو عميت عيونهم عنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا نجاح مين يشتريك يا نجاح مين يشتريك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates