بقلم: مصطفى الآغا
من يعرف شخصية الأمير نواف بن سعد لم يتفاجأ بإعلان نية الرحيل عن الهلال السعودي متى قرر أعضاء الشرف ذلك، وأغلب الظن أنهم لن يقرروا ذلك، بل قد يكون المدرب دونيس هو الراحل، وهو الذي جاء أساسًا كبديل مؤقت للروماني ريجيكامف ودفع قيمة عقده الرئيس الذي استقال آنذاك الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فحقق معه الهلال بطولتي نفس قصير هما كأس السوبر (اللندني) ثم كأس ولي العهد، واحدة من بوابة النصر والثانية عبر بوابة الأهلي، وهي نفس البوابة التي أغلقت في وجهه بطولتي الدوري وكأس خادم الحرمين، ورغم تأهله لدور الـ16 من دوري أبطال آسيا، فإنني لا أعتقد أنه سيبقى.
دائمًا نقول إن الهلال مؤسسة، ولهذا فنادرًا ما يتأثر برحيل رئيسه ومعظم رجالاته يدعمون بعضهم علانية، ولكن هذا لا ينفي وجود مشكلات مالية في كل الأندية السعودية، قد تكون هي السبب الأكبر في استقالات كل من رحلوا أو سيرحلون لاحقًا، فالصرف أكبر من الوارد، واللاعبون المحليون أغلى من الأجانب، ومشكلة اللاعب المحلي أنه مزاجي وأحيانًا غير منضبط وغير محترف أو غير واعٍ لمفهوم الاحتراف، أو أنه يلعب في بيئة هي أيضًا غير محترفة، لهذا نرى تذبذبًا رهيبًا في النتائج يعزوها البعض إلى التأخير في دفع الرواتب، وبالتالي يعطون اللاعبين الذريعة للتصرف على هواهم طالما لم يتسلموا حقوقهم كاملة، ولأن ذاكرة مشجعي كرة القدم قصيرة لهذا ينسون بسرعة، ولأن الموارد المالية إما مزاجية حسب مواقف وجاهزية أعضاء الشرف مع بعض الإعلانات أو الرعايات وعوائد البث ومداخيل المباريات التي لا تكفي رواتب المحترفين ومقدمات عقودهم، ولأن الاحتراف حتى الآن مجرد (حبر على ورق)، لهذا وجدنا أميرًا آخر هو فيصل بن تركي يستقيل من رئاسة النصر بعد ثماني سنوات، أعاده فيها إلى الواجهة وحقق معه بطولتين متتاليتين للدوري وكأس ولي العهد بعد غياب دام 30 سنة عن بطولة كأس ولي العهد و19 سنة عن الدوري، ولكن موسمًا واحدًا سيئًا أنسى الكثيرين ما فعله هذا الرجل طوال سنوات.
من المتوقع وربما من المفترض أن يقدم رؤساء أندية آخرون استقالاتهم طالما بقيت الظروف المادية هي المهيمنة على المشهد وهي التي تقرر حجم المحترفين وأسماء المحليين و(عالمية) المدرب، التي غالبًا لم تُفد الأندية في شيء، فجلّ النتائج والإنجازات مع مغمورين أو مغامرين.