بقلم: مصطفى الآغا
يوم الأربعاء الماضي تشرفت بتسلم ميدالية خدمة المجتمع من يد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في حفل كبير أقيم في العاصمة أبوظبي، وشهد أيضاً تكريم رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وعدد من الوزراء والشخصيات القيادية في الدولة، إضافة لحشد كبير من الإعلاميين.
الميدالية والحفل والتكريم كانت لمن شارك وخطط ونظم ودعم وأسهم في المبادرة الاستثنائية لوزارة الداخلية بتنظيم المجالس الرمضانية، التي تناولت مواضيع تهم الناس وتهم الدولة وجرى تنظيمها في بيوت عريقة ومجالس تجمع كل شرائح المجتمع الإماراتي وبمشاركة رجال دين مسلمين ومسيحيين ومواطنين ومقيمين لأنهم جميعاً يشكلون البنية الأساسية للمجتمع الإماراتي المتعايش بسلام وأمن وأمان وتسامح وتصالح.
وربما تكون هذه الميدالية هي الوسام الأرفع، الذي أحظى به في الدولة رغم تشرفي باستلام عشرات الجوائز والميداليات، ولكن هذا التكريم تحديداً هو لخدمة المجتمع، الذي نعيش فيه، ونحاول أن نكون جزءاً مفيداً وصالحاً فيه، وأن نقدم للإمارات بعضاً من جميلها علينا وعلى كل المقيمين على أرضها، فعلاقتنا بها تكاملية تبادلية هي تعطينا الأمن والرخاء والبيئة المثالية للعمل والحياة، ونحن نعطيها العمل والجهد ونتاج السنين الطويلة من الخبرات المتراكمة، رغم أنني لا أعمل في مؤسسة إماراتية، ولكني أعتبر الإمارات وطني الثاني ففيها ولد ابني وابنتي وفيها تعلما ويتعلمان ويبنيان الصداقات والخبرات وفيها أعمل وأعيش، وهو ما نفعله عادة في الوطن فماهو الوطن؟
الوطن هو حيث تشعر بالأمن والأمان والكرامة والمساواة، وحيث تجد نفسك، لهذا قلت وأقول إن الملايين الذين يعيشون على هذه الأرض ومن نحو 200 جنسية يشعرون جميعاً بأن الإمارات وطنهم، ولكن هذا الشعور لم يأت من فراغ، بل من ممارسات يومية دائمة (وليست طارئة أو آنية)، تقوم بها الدولة عبر كافة مرافقها ومؤسساتها وما تفعله وزارة الداخلة بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد يستحق التقدير والعرفان والشكر لأنهم يجعلون سعادة المواطن جزءاً أساسياً من عملهم، بحيث لا يخاف الإنسان من الشرطة بقدر ما يحبها ويشعر بالأمان لوجودها حوله، وليس كما يحدث في كثير من الدول.. حيث يكون الخوف هناك هو القاسم المشترك بين الإنسان والشرطة.