الخوف في كل مكان وإيران تفاوض أميركا
آخر تحديث 00:00:48 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 20 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الخوف في كل مكان... وإيران تفاوض أميركا

الخوف في كل مكان... وإيران تفاوض أميركا

 صوت الإمارات -

الخوف في كل مكان وإيران تفاوض أميركا

بقلم : رضوان السيد

 

كانت إيران تسعى منذ سنواتٍ وسنوات إلى تحقيق وحدة الساحات بزعامتها. وهي تمضي اليوم وحيدةً للتفاوض المباشر (كما يقول الأميركيون) أو غير المباشر (كما يقول الإيرانيون). أما الساحات التي كانت إيران تسعى لتوحيدها فقد تفرقت شذر مذر. فـ«الحماسيون» الذين جمعوا شعبيةً هائلةً بقدر ما تسببوا فيه من ضحايا يسعون إلى الاستتار بعد أن فقدوا كل شيء تقريباً؛ وإنما يبقى همهم ألا يضطروا إلى التسليم لأبو مازن. وميليشيات العراق كفّت عن «البَهْوَرَة» وصارت تلتفت إلى الانتخابات أملاً في الحصول على بقايا الغنائم من السلطات العراقية التي شرطها الأوحد ألّا يتحدى أحدٌ من عندها أميركا. وفقدَ «حزب الله» كل أملٍ في الجبهة الجنوبية، لكنه حريصٌ رغم ذلك على السلاح أملاً في فرصةٍ جديدةٍ في سوريا. وميليشيات الحوثي التي تزعم الصمود في وجه الغارات الأميركية تجد نفسها مضطرةً إلى التسليم بفقدان دعم «الحرس الثوري» الإيراني، وتخشى مصير النظام السوري الذي سقط بسبب فقدِ الدَّعمَين الإيراني والروسي.

وتختلف الروايات بشأن محادثات مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، على الساحة اللبنانية. يقول المسؤولون اللبنانيون إنها أعطتهم فرصةً جديدةً لتَعذّر نزع سلاح «حزب الله» بالقوة، بينما تصرح أورتاغوس بأنه لا مهلة، وبأنه لا بد من نزع سلاح «الحزب» ليس في الجنوب فقط؛ بل على سائر الأرض اللبنانية. ورهانها ليس فقط على استمرار الضغوط الإسرائيلية بغارات الاغتيال؛ بل وعلى حاجة اللبنانيين إلى عطايا «صندوق النقد الدولي» المربوطة بدورها بنزع سلاح «الحزب».

ويخشى النظام السوري الجديد فقدَ الشعبية والصدقية بسبب التغول الإسرائيلي، لكنه يخشى أيضاً من «المكوّنات» الداخلية التي تأبى الخضوع للسلطة الجديدة من الساحل والأكراد والدروز. وإذا بدا أنّ الإسرائيليين مسرورون بالجلاء الإيراني الشامل عن سوريا؛ فإنهم يخشون حلول تركيا محلّ إيران وأكثر، وهم ماضون في قطع الطريق عليها. وفي ظل نظام الأسد، كان السوريون السُّنّة يهربون باتجاه لبنان، أما الآن فالعلويون هم الذين يهربون إلى القرى العلوية بمنطقة عكار اللبنانية.

الكل؛ سلطاتٍ وميليشياتٍ وجمهوراً، متوجسٌ وخائف، والكل يتلمس الرضا الأميركي، والأميركيون منهمكون في إرسال مزيد من حاملات الطائرات من أجل فرض سلامٍ لا سلام بعده. وقد مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن يلتمس مواجهةً مع إيران، فوجد أن أميركا تتجه إلى التفاوض معها، وليس لضربها الآن. والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وعلى طريقة «تغطية السماوات بالأبوات»، يطمئن حليفه ويهديه سلاحاً وأموالاً، لكنه مُصرّ على تجربة تحقيق المصالح بالتفاوض وليس بالحرب، وهو ما لا يفهمه نتنياهو وفي حسبانه أنّ النصر يوشك يتحقق، فما الحاجة إلى التفاوض والمماطلة؟

والهمُّ الأكبر للعرب الآن وقف الحرب على غزة، وهي حربٌ أكلت وتأكل الإنسان والعمران. بل عندما أراد ترمب الراحة من ملامة نتنياهو على التفاوض، انصرف إلى تهديد غزة بحربٍ لا تُبقي ولا تذر لتعود غزة بعدها أرضاً لا تصلح إلا للمنتجعات السياحية لكن التي لا بشر فيها.

الخوف العربي على الذات والأوطان مبرَّر؛ فقد عاشوا طيلة 3 عقود حروباً إيرانيةً، وأميركيةً. كانت إيران تعتقد أنّ هؤلاء الذين تدربوا في بلدان عدة، هم الكفيل بتجنيب إيران ضربات الأخطار. وهي تساوم على النووي منذ عام 2004 على الأقلّ. ماذا كانت إيران تأمل من وراء المساومة الطويلة على النووي؛ هل يُسمح لإيران بالنووي كما جرى مع باكستان بسبب الحاجة إليها في الحرب التي كانت تخوضها أميركا على الاتحاد السوفياتي؟ لكنّ إيران مصرَّة على أن المرشد أصدر فتوى منذ زمان ضد السلاح النووي؛ فلماذا لا تأمن أميركا ولا تأمن إسرائيل من «أهوال هذه الفتوى»؟ وبعد هذه الحروب التي شنتها إيران على البلدان العربية والاستقرار العربي، تُسارع إلى التفاوض مع الولايات المتحدة للخوف الذي يتملكها من الضربات التي شاهدت بعضها وشَهِدت بعضها الآخر. ماذا يقول العراقيون والسوريون واللبنانيون واليمنيون الآن وقد كلفت إيران بلدانهم مئات آلاف القتلى، وملايين المصابين والمهجَّرين. قرأت قبل مدة مذكرات للراحل حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيراني السابق، عن الأزمة السورية التي يسميها «صبح الشام». نعم «صبح الشام». وهو لا يتردد فيها في تكرار تسويغ التدخل الإيراني في سوريا بـ«حماية مراقد آل البيت من الإرهاب الذي أنتجته الولايات المتحدة»، وبإنقاذ نظام آل الأسد الذي أرادت إيران أن يبقى لتحرير فلسطين... من يصدّق ذلك من جمهورنا وجمهورهم يا ناس؟!

تلتفّ إيران على نفسها الآن لتفاوض ترمب من موقع ضعف وخوف... اللهم لا شماتة، لكن ماذا تقول إيران لشعبها ولملايين القتلى والمصابين والمهجّرين من هذا المشرق الدامي؟ وهل التعزية بفتوى خامنئي المانعة إنتاج السلاح النووي كافية ومُرضية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف في كل مكان وإيران تفاوض أميركا الخوف في كل مكان وإيران تفاوض أميركا



GMT 05:13 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ستراديفاريوس

GMT 05:13 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

«محمد... هل تنام؟»

GMT 05:12 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟

GMT 05:09 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

بين إنقاذ النّظام العلويّ… وإنقاذ سوريا

GMT 05:08 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

كتاب الدورى الممتاز

GMT 05:07 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

إسرائيل تسرق ذاكرة سوريا!

GMT 05:06 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

الأمير وترمب والطيب صالح

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 21:26 2025 الثلاثاء ,15 إبريل / نيسان

غارات إسرائيلية على خان يونس وبيت لاهيا

GMT 21:27 2025 الثلاثاء ,15 إبريل / نيسان

غارات أميركية على الجوف ومأرب في اليمن

GMT 23:33 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفاني صليبا تدعم العملة اللبنانية عن طريق الموضة

GMT 17:07 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"أمبريال إميرالد" عطر جديد مميز من "ذا ميرشنت أوف فينيس"

GMT 07:10 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد رأس الخيمة يزيح الستار عن لوحة الخمس نجوم

GMT 04:53 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هاشتاغ "الإمارات ترحب بالسيسي" يتصدر "تويتر"

GMT 10:26 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"مشتل الورد البلدي" كتاب يضم ثلاث مسرحيات للأطفال

GMT 05:00 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يُوضّح كواليس آخر حوار أجرته شادية

GMT 20:39 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

انخفاض مؤشر مبيعات التجزئة في اليابان خلال كانون الأول 2016

GMT 15:32 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يزور واحة الكرامة في أبوظبي

GMT 11:53 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

عبير الأنصاري توضح أن ياسمين صبري صاحبة الإطلالة الأجمل

GMT 00:13 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سكني يواصل تسليم فيلات بـ 25 مشروعاً.. تعرف عليها

GMT 14:53 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف سبب توقيف تصوير مسلسل عن "الشهيد المنسي"

GMT 22:20 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد السالم نجم مهرجان العيد الوطني في البحرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates