الوقف العلمي

الوقف العلمي

الوقف العلمي

 صوت الإمارات -

الوقف العلمي

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

الأوقاف ملمح اقتصادي مهم، ففيه عطاء دائم، والمسلمون يقومون بهذا العمل منذ أكثر من 1400عام، وغيرهم من الأمم تفعل بالمثل مع اختلاف المقاصد وربما الآليات، لكن الفكرة الأساس مشتركة بين ثقافات الشعوب وهي إبقاء الأصل، والتصرف في الدخل أو العائد.
من يوقف مالا أو عقارا أو مشروعا ناجحا وكبيرا هو في الحقيقة يمنح صدقة جارية يمكنني وصفها بالنوعية، كونها إضافة إلى استفادة المجتمع من عوائدها هي بذاتها جزء من منظومة الاقتصاد ومن شكل المجتمع، وهي أيضا ملمح من ملامح أنظمتنا وقدراتنا الإدارية والتنفيذية في مجالات كثيرة أهمها القضاء.
في المملكة، يتواصل التغيير في نمط تنفيذ الأوقاف مع بقاء روحه وفكرته النبيلة كما هي، فأولا هناك فكر جديد يتمثل في معاملة الأوقاف كالشركات من جهة الإدارة والاستثمار، لأنهما متطابقان إلا أن أرباح الأوقاف تذهب لمصارفها ومستحقيها وأرباح الشركات تذهب للمساهمين فيها.
الأمر الآخر، هو الأوقاف التعليمية وأعرف أن لجامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن - وربما يكون لغيرها ولا أعلم عنه - خطة جيدة أسهمت فيها بعض المصارف والشركات مساهمة كبيرة، وأتمنى أن يكون لكل الجامعات أوقاف مماثلة لتحقيق الاستقلالية مستقبلا وهي أحد أهداف التنمية السعودية.
الملاحظة المهمة هنا في هذا الملف هي تطور فكر الموقفين، وتطور أساليب إدارتهم لأوقافهم عبر شخصيات مستقلة في مجالس نظار تضم أعضاء متنوعي المشارب، يقومون بتسليم الإدارة والتطوير إلى مجالس إدارات أو رؤساء تنفيذيين محترفين في مجالات العقار أو الاستثمار أو في القطاع الذي ينتمي اليه المشروع الموقف، وهذا ما ينقص الأوقاف القديمة وهو ما أثر في عوائدها سلبا.
الموقفون بدأوا بالإيقاف على مصارف نوعية تسهم في تنمية الإنسان، وعلينا الاستمرار في هذا النهج الذي نلمحه أيضا في أوقاف خاصة أخيرا، فالوقف يجمع بين الاقتصاد والتكافل وتنمية المجتمع والحق أنه لم يحظ بإعلام وتوعية كافيين، ولعل أصحاب الأوقاف يلتفتون جديا لهذا الأمر.اليوم نتمنى توجيه مزيد من الأوقاف إلى المجالات العلمية والبحثية لتكون أحد أهم روافد تمويل التعليم والابتكار والوصول إلى اقتصاد المعرفة، وهنا ينبغي للاقتصاديين ومديري الاستثمار إيجاد صيغ تحقق إمكانية هذا الدعم مع إمكانية تحقيق العوائد من الوقف، عوائد آنية أو مستقبلية تتمثل في تنمية أصوله التي لا بأس أن يكون من ضمنها ملكية فكرية لمنتج أو اختراع جديد، فالملكية الفكرية اليوم لمنتج معرفي أقوى بمراحل من كثير من الأصول المدرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوقف العلمي الوقف العلمي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates