رخصتا الموسيقى

رخصتا الموسيقى

رخصتا الموسيقى

 صوت الإمارات -

رخصتا الموسيقى

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

قبل أعوام كتبت أنعى انقراض أو اختفاء محال بيع الآلات الموسيقية في الطائف، وتحدثت عن الحصار على الفنون والإبداع، ونجاح أجندة التشدد في جعل ممارسة العزف على آلة أو الغناء جريمة اجتماعية في مجتمع كان آباؤه وأجداده يملؤون الجبال والصحاري بأغنيات الحب والسلام والزواج والعمل والزراعة والرعي والحصاد.
أخيرا، رأيت محلا أو اثنين تعود بحلة جديدة في الطائف، وأحسب أن ذلك ينطبق على مدن أخرى لتعود الأوضاع إلى طبيعتها في هذه المرحلة من تاريخنا، التي نستعيد فيها كثيرا مما سلب منا، ونضيف عليه الأفضل والأجمل.
كان مهما ومبهجا إعلان الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، إصدار أول رخصتين للتدريب الموسيقي في المملكة، وحصلت بموجبها منشأتان سعوديتان على رخصتين لنشاط التدريب الموسيقي، وهما معهدان متخصصان يقدمان التدريب وتنمية المواهب في المجال الموسيقي.
من يدرس الموسيقى غالبا هو صاحب شغف، والحال التي عليها أصحاب الشغف أنهم كانوا يتجهون إلى مدربين غير محترفين، وأحيانا في بيئات غير ملائمة، خاصة للمراهقين والناشئة، واليوم سيجدون تدريبا محترفا، يبشر أن تظهر كل فترة موهبة فذة تسد النقص الكبير الذي نعانيه في مبدعي الموسيقى ومؤلفي الألحان، التي ظلت تراوح بين عدة أسماء لعقود من الزمن، وتأثر مستواها لدرجة أن الألحان التي يمكن أن تكون خالدة في الذاكرة يمكن عدها على أصابع اليدين.
تذكرون الجدل الصحي قبل فترة قصيرة حول غناء قصيدة بوابة الريح لمحمد الثبيتي المعروف بـ "سيد البيد" من قبل محمد عبده، بين مؤيد ومعارض للحن والأداء، كان أغلب المتلقين - وأنا منهم - يعتقد أن اللحن أضعف من القصيدة، لماذا؟ لأن ثقافة إنتاج الموسيقى كموسيقى دون ربطها بالتلحين، ضعيفة لضعف الكوادر، أو فلنقل قلتها، ولماذا حدث ذلك؟ لأن أغلب الفنانين لم يتعلموا في مؤسسات، أو بشكل مؤسسي لصقل مواهبهم.
الرخصتان ليستا - فقط - حدثا في ملف الانفتاح أو الثقافة فقط، إنهما جزء من منظومة القوة الناعمة، فالفنون جزء من هذه القوة، وهي خطوة تضاف إلى خطوات أطلقتها الوزارة والحكومة إجمالا لجعل الثقافة ذات مردود اقتصادي في بعض مناحيها يضاف إلى مردودها الحضاري والإنساني الذي سيزداد كلما ازداد ثراء التجربة، وتأسيس الفعل الثقافي على الأسس الطبيعية التي حرم منها، وعلى الأسس المهنية الاحترافية الصحيحة.
نحن على أعتاب اقتصاد الثقافة والفنون والحديث عنه طويل وثري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رخصتا الموسيقى رخصتا الموسيقى



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 22:44 2013 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

مواجهات بين طلبة أكراد وإسلاميين في جامعة تركية

GMT 01:26 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

"أميركية دبي" تستضيف مؤتمر طلاب هارفارد

GMT 09:55 2013 الجمعة ,31 أيار / مايو

زر "ابدأ" يعود لويندوز 8

GMT 11:19 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعتا الأردنية وكوفنتري توقعان اتفاقية تعاون علمي وبحثي

GMT 01:17 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلات الطيران تنضم لعروض بلاك فرايدى بأسعار مذهلة

GMT 11:50 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الحزن يقتل "ألطف" كلب في العالم جرّاء أزمة قلبية أصابته

GMT 23:27 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 23:24 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ خطوات للقضاء على مشكلة "الذقن المزدوج" بالمكياج

GMT 23:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

استعراض نسبة التحول الذكي لخدمات شرطة دبي

GMT 12:35 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة نادية الجندي تؤكد استعدادها لعمل فني جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates