بقلم - حمد الكعبي
نمضي باتجاه «يونيو»، الذي يتوقع العلماء أن تشهد بداياته انحسار الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، ولا تزال نسبة الوفيات بين المصابين في الإمارات أقل من 1%، ولم نعد قلقين لارتفاع الإصابات اليومية، بعدما ثبت عالمياً ارتباطها بنسبة الفحوص التي تجريها الدول، للسيطرة، وفهم خريطة الانتشار والتعامل معها.
نسبة الشفاء في القطاع الصحي الإماراتي، 30% من أعلى النسب العالمية، وارتفاعها المستمر في الأسابيع الماضية يبعث على الاطمئنان بأن الدولة فعلت كل ما بوسعها لمزيد من السيطرة على الحالة الوبائية في فترة قياسية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الفحوص الاستباقية لم تكن بهذه الكثافة والاتساع في شهري مارس وفبراير الماضيين، حين كانت معظم دول العالم تشهد هجمات قاسية من الفيروس.
الفحوص من خلال مراكز «درايف ثرو»، والعيادات التي تعمل على مدار الساعة في الدولة، وتتبع الأوضاع الصحية للعمالة في الدولة، واستمرار إجراءات الوقاية والتباعد. كل ذلك ساعدنا في فهم مسار الفيروس، والتعامل معه، حتى وصلنا إلى هذا التوقيت، الذي بدأنا فيه بالتكيف مع الوباء، وفي إعادة فتح القطاعات والنشاطات الاقتصادية، وحققنا نجاحات كثيرة:
أولها، أصبح لدينا 15 مستشفى ميدانياً، توفر أكثر من 5750 سريراً، تنتشر في إمارات الدولة السبع. وثانيها، صعود نسبة الشفاء في الأيام الأخيرة إلى 22%، للمرة الأولى، لترتفع النسبة العامة بين المصابين إلى أكثر من 43%. وثالثها، عدد فحوص الكشف عن الفيروس التي زادت عن 1.7 مليون، علماً أن هذا الإجراء والتوسع الإحصائي الدقيق فيه، يعتبران من أهم وسائل السيطرة في العالم الآن.
كذلك، لدينا إسهامات طبية في علاج المصابين بالفيروس، باستخدام الخلايا الجذعية في التخفيف من حدة الوباء، إضافة إلى العقاقير المستخدمة عالمياً في جدول العلاج، كما أعلنت الشركة العالمية القابضة «آي إتش سي» المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، أن مختبرها «كوانت ليز» طور أداة جديدة، تستخدم أشعة الليزر في «إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوانٍ، ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوص على نحو غير مسبوق».
مستمرون في المواجهة والتكيف وابتكار الحلول، ليستأنف اقتصادنا نشاطه المعهود، ويعود الناس إلى أعمالهم وحياتهم، وتواصل الدولة مشروعاتها التنموية. ولنتذكر أنه حين توقفت كل القطاعات الاقتصادية حماية لأرواح الناس، كانت ناقلاتنا الوطنية، ولا تزال تجوب العالم، فوق كل تباين أو خلاف سياسي، لتحمل المساعدات الطبية لمصابي الإنسانية في هذه المحنة الصعبة.