«العابد» العاشق أبداً

«العابد».. العاشق أبداً

«العابد».. العاشق أبداً

 صوت الإمارات -

«العابد» العاشق أبداً

حمد الكعبي
بقلم - حمد الكعبي

قالوا: «إن الإعلام مهنة تسرق عشاقها»، وهو ما حدث بالفعل مع الراحل الكبير الأستاذ إبراهيم العابد، الذي استغرقت المهنة كل لحظات حياته، حتى حمل بالأمس عصا الترحال المفاجئ، تاركاً لنا صعوبة استيعاب الغياب، فإذا القلوب تهفو، والأرواح تتوق، والنفوس تحنّ، بلوعة أثقل من أن تحملها ظهور كلماتنا.
آمن الراحل الكبير برؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في الوفاء للعمل والقيم، فكان حالة استثنائية في الإعلام الإماراتي والعربي، ومثالاً للصحفي الملتزم بكل ما تحمله المهنة من قيم أخلاقية ووطنية وحسّ.
كان عاشقاً للمهنة إلى حد التماهي معها، وصاحب رسالة دائماً ما أدّاها بأدب جمّ، وابتسامة عاشق كانت طريقه الأقصر إلى قلوب كل محبيه وتلامذته، فقد كان شديد الإيمان بأن المهنة رحم بين أهلها، ومن هنا كان دائم التواصل مع تلامذته، خلوقاً، جمّ التواضع.
مثّل العابد نموذجاً رائداً للمهنية الرفيعة التي عزّزت المسؤولية الوطنية والاجتماعية للإعلام في مسيرة حافلة بالعطاء، أسهمت في نقلات نوعية للقطاع في زمن قياسي.
ورغم أنه ينتمي إلى منظومة الأوائل الذين أرسوا دعائم وأسس العمل الإعلامي في الدولة، إلا أنه لم يغب عن التطوير الذي شهده القطاع فيما بعد، بل كان الحاضر في كل عمليات تحديثه على امتداد وطننا الغالي، ومن هنا نستطيع القول: إنه كان أسطورة مهنية وقيمة وقامة يندر تكرارها في تاريخ الإعلامين الإماراتي والعربي.
لم يغب البعد الإنساني عن شخصيته، فقد كان يمتلك بوصلة من نوع نادر يغوص من خلالها في أعماقنا جميعاً، فيعرف ماذا نريد من غير أن نفصح عن ما بداخلنا، ما جعله علامة فارقة في سيرة كل الإعلاميين على امتداد الجيل، ومنحه بجدارة لقب «شيخ الإعلاميين».
سيبقى العابد مصدر إلهام للجميع، ونموذجاً إنسانياً وطنياً، وتجربة ثرية جديرة بتأمل الأجيال، وسنبقى أوفياء لإرثه ما حيينا.. رحم الله إبراهيم العابد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العابد» العاشق أبداً «العابد» العاشق أبداً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates