بقلم - حمد الكعبي
لأننا نريد أكثر من منتخبنا الوطني، فنحن راضون أقل، على ظهوره في الدور الأول من بطولة آسيا، التي نستضيفها، ونملك فيها أفضلية الأرض والجمهور، ونتطلع إلى أكثر من الوصافة في نسخة 1996، والبرونز في دورة 2015.
فوز واحد على الهند، وتعادلان أمام البحرين وتايلاند، بداية جيدة من حيث الأرقام، فقد تصدّرنا المجموعة الأولى، وحققنا المطلوب واقعياً في العبور إلى الـ16، لكن الإيقاع العام في المباريات الثلاث، لم يكن مُرضياً لجماهير الأبيض، والإعلام الرياضي المحلي، ولا سيما التحفظ الشديد في الهجوم، وعدم بروز نجومنا المعروفين قارياً في أدوار فاعلة، يرسل رسائل عن قوة فريقنا، وتنافسيته، أمام كبار آسيا.
كلنا يطمح لأن يشاهد الأبيض في النهائي، متوجاً بالذهب، فهذا المنتخب حصيلة جهد وطني متراكم وطويل، سعياً إلى مكانة كروية رفيعة في آسيا والعالم، ولا نريد أن تمر هذه الفرصة، دون أن نستثمرها بأقصى طاقاتنا، ونجتاز أكثر من اختبار، يُظهر ما أنجزته الإمارات في تطوير رياضتها المحلية، وتهيئة كل السبل الممكنة لنهضتها، خلال العقود الماضية.
لا نريد الآن الخوض في أكثر من جدل، يدور حول ظهورنا في البطولة، خصوصاً الحديث في ثنائية المدرب الوطني، والمدرب الأجنبي، وغياب التركيز، وقلة التفاهم بين خطوط الأبيض، فذلك شأن للمتخصصين، ولا نشكك في إخلاص الانتقادات والآراء المتباينة، فلا دوافع لها، سوى أننا ننتظر هذه البطولة منذ أربع سنوات، ونريد ألا نكتفي بدور المضيف.
ما نريده تحديداً في الأدوار الإقصائية من البطولة، أن يتحلى الفريق وأجهزته الإدارية والفنية بـ«الطموح الإماراتي» بكل ما يعنيه هذا المفهوم من دلالات ونتائج.
نريد نقل الطموح الذي تحقق في العلوم والفضاء والاقتصاد وسائر قطاعات التنمية، إلى ملاعب كرة القدم، ولن نقتنع بأي مبرر، مهما كان، لظهور أقل حماسةً وتكتيكاً وفنوناً كروية، فاجتياز مرحلة المجموعات ليس إنجازاً كبيراً، فنحن لم نقارع بعد عمالقة آسيا، ولنتذكر أننا كدنا نخسر المواجهة مع البحرين، لولا هدف أحمد خليل من ركلة جزاء، في الدقائق الأخيرة من المباراة.
الفرص المهدورة في الملعب، مثل الفرص الضائعة في الحياة، وما حدث في اللقاءات الثلاثة نعرفه جميعاً، ولا شك أن الخبراء ونجوم الأبيض أمعنوا فيه قراءة وتحليلاً، ووقوفاً على العثرات والسلبيات، ونثق بأن «عيال زايد» قادرون على متابعة السباق، والذهاب بعيداً كما نحب ونرضى في البطولة، فالأمر ليس رياضياً بحتاً، وإنما يتصل بسمعتنا، وقوتنا الناعمة، والأهم بطموحنا الذي انطلق بنا إلى المريخ.