بقلم - منى بوسمرة
مواقع الصدارة التي تحافظ عليها حكومة الإمارات في المؤشرات الدولية لثقة الشعوب بحكوماتها، بل وتقدمها 4 درجات، في نهاية 2020، عام التحدي للعالم أجمع، هي شهادة غير اعتيادية، وربما تستحق أن نقول إنها تاريخية، فهذا العام الذي مرت به الشعوب بأصعب وأقسى الظروف التي يمكن أن يشهدها العالم، هو حَكَم حقيقي على نجاح حكومات وفشل أخرى في تجنيب شعوبها تبعات وآثار أزمة بهذا الحجم.
النجاح الاستثنائي والكبير لحكومة الإمارات في تحويل هذا التحدي إلى عامل قوي للارتقاء بثقة الشعب بها، لم يكن وليد ليلته؛ لأن ما قامت به حكومة الإمارات خلال فترة الأزمة انطلق من نهج ثابت وراسخ، تتعامل معه الحكومة بقيادتها ومؤسساتها وكل فرق عملها، في كل الظروف والأوقات، في جاهزية دائمة، ومرونة عالية، وقدرات فائقة، أعطت نموذجاً في التعامل مع الأزمات، تطمح الكثير من الدول والحكومات إلى استنساخه، فقد استطاعت تجنيب شعبها عواقب كبيرة لا تزال شعوب كثيرة ترضخ تحت وطأتها بسبب أداء حكوماتها الضعيف.
أداء حكومة الإمارات، في هذا العام، الذي شهدنا خلاله القيادة والمسؤولين كعادتهم في الميدان دون أن يوقفهم ظرف، ولمسنا جميعاً المتابعة الشخصية والدقيقة من القيادة لكل شأن يمس حياة الناس وصحتهم وسلامة عيشهم، وما حققته من نجاح في تسريع الوصول إلى التعافي، وتحويل 2020 إلى عام إنجازات، تستحق معه حكومة الإمارات بجدارة أن تكون في المقدمة على «مؤشر أيدلمان للثقة»، وبنسبة 80 %، بل وتتصدر المراكز الأولى في كثير من فروع هذا المؤشر، وتستحق الدولة معه أيضاً نسبة الثقة في مختلف جوانب الحياة فيها بصفة إجمالية، والتي ارتفعت أيضاً 2 % لتبلغ 67 %، مبتعدة كثيراً عن متوسط الثقة العالمي الذي لم يتجاوز 56 %.
هذه الثقة، محركها الأساس، الأولوية التي تقدم من خلالها الإمارات الإنسان هدفاً وغاية لكل سياساتها ومشاريعها وخدماتها، فهي ثقة يؤكد محمد بن راشد على الدوام أنها «أعظم أصولنا وأكبر إنجازاتنا»، ليضع سموه رؤية واضحة لفريق عمله، أساسها الشفافية، والمتابعة الشخصية لكل تقصير لعلاجه، والتحسين الدائم، والابتكار والتميز، وأكثر من ذلك تميزت إدارة سموه المتفردة في تطوير مستمر وصولاً إلى حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة وقدرة على التأقلم مع كل الظروف.
الرصيد العظيم الذي رسخت به حكومة الإمارات نموذجها العالمي، تضيف إليه الكثير في عام اليوبيل الذهبي لدولتنا، برؤية طموحة تنظر لإنجازات خمسين عاماً قادمة، تضع من خلالها الإمارات في المراكز الأولى عالمياً في كل المجالات، وهو ما يبرهن على جرأة القيادة وشجاعة القرار، في إصرار وعزيمة، على مواصلة التفوق وريادة العالم الجديد.