بقلم - منى بوسمرة
التاريخ الإنساني المضيء الذي تصنعه الإمارات، يسجله العالم، اليوم، ضمن التقويم النبيل للبشرية جمعاء، ليكون تاريخاً تحتفي فيه الإنسانية وأجيالها بأجل معاني الحضارة وقيمها السامية في السلام والتعايش والأخوة والمحبة.
هدية الإمارات للبشرية في العام الجديد، باعتماد الأمم المتحدة المبادرة، التي قدمتها بشأن الاحتفال بـ«يوم عالمي للأخوة الإنسانية» في 4 فبراير، تضيف إنجازاً مهماً لرسالة الإمارات العالمية ورؤيتها الإنسانية، التي باتت استراتيجية كبرى في فكر قيادتها، وأولوية قصوى في حقيبة دبلوماسيتها النشطة دولياً، لترسيخ الأخوة والتضامن عالمياً، وما هذا الإنجاز إلا ثمرة مثابرة الإمارات، التي حققت سبقاً تاريخياً في مأسسة نشر التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، لإيمانها العميق والأصيل بأهمية هذه القيم للارتقاء بالإنسان، وتعظيم شأنه وتمكينه وتنميته، وضمان مستقبله الأفضل.
الرابع من فبراير تاريخ لا ينسى، فهو يوم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الاستثنائية، التي تم توقيعها في حدث تاريخي، استضاف فيه محمد بن زايد، راعي الأخوة الإنسانية، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويأتي الإنجاز الجديد، ليعزز من هذه القيمية، التي حملت قيادة الإمارات رسالة نشرها بجهود جبارة لتضع العالم اليوم أمام مسؤولية عظيمة تجاه هذه القضية الدولية الملحة.
المكانة والتأثير الدولي والإيجابية القوية، التي نراها اليوم للإمارات، تؤتي ثماراً تعم الإنسانية جمعاء، واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، هذا القرار ضمن مبادرة قدمتها الإمارات مع ثلاث من شقيقات الدم والمصير والقيم المشتركة هي السعودية والبحرين ومصر، هو دليل يتجدد على مدى قوة هذا التأثير، الذي تقود من خلاله الدولة حراكاً أممياً واسعاً لتضامن كفيل بمواجهة كل مهددات السلام العالمي، والتصدي للعنف وخطاب الكراهية والتعصب الديني وجميع أشكال التمييز.
وما سخرت دولتنا دبلوماسيتها لتحقيقه في هذا الإنجاز، عبر تأكيد الاعتراف الدولي الواسع بوثيقة الأخوة الإنسانية، وترسيخ يوم على التقويم الأممي، يحتفل فيه البشر جميعاً بالقيم النبيلة المشتركة التي تجمعهم، لم يكن ليلقى هذا الإجماع، لو لم يكن مسنوداً بالمستوى الحضاري المتفوق للإمارات، التي باتت عاصمة للإنسانية، تقدم إسهامات غير مسبوقة ترتقي بمستقبل البشرية، وتضمن استمرار تقدم حضارتها.
صوت الإمارات المسموع عالمياً، يحمل دلالات عظيمة، فهذا التأثير يقف خلفه إخلاص النوايا، وصدق القيم الأصيلة، والمحبة الحقيقية للبشر من دون تمييز، كما يقف خلفه نهج المبادرة، التي يسبق فيها الفعل القول، وهذا ما ظهر للعالم بوضوح من وسط حلكة الجائحة، إذ سارعت الإمارات إلى عطاء لامحدود في دعم الدول للتصدي للفيروس، فسبقت في بناء القدوة قبل أن تبث الدعوة إلى تضامن يوحد العالم في وجه التحديات، وستظل الإمارات على الدوام تضيء للإنسانية منارات التكاتف والمحبة والأخوة.