بقلم - منى بوسمرة
نودع الليلة عاماً أجمع العالم على أنه الأقسى والأصعب الذي يواجهه في تاريخه، غير أن الأزمة والصعوبة التي مرّ بها العالم في هذا العام هي ذاتها التي تجعل من الإمارات دولة متفردة في التاريخ قديمه وحديثه، ليس فقط لأنها تعبر مع منتصف هذه الليلة إلى العام 2021 بأمان لم تشهده بعد دول متقدمة، ولكن أيضاً لأنها انتصرت على هذه الظروف الاستثنائية بإنجازات استثنائية وتاريخية.
في كل يوم من أيام 2020 كانت قيادة الإمارات وشعبها يثبتان قوة الأمل والإيجابية وما يمكن أن تصنعه العزيمة والإصرار، فكانت هذه القيم شعلة أضاءت بها قيادتنا العظيمة الطريق لتحلق بالهمم عالياً نحو معانقة الفضاء، والإنجازات التي تحققت في هذا العام لم تكن عادية، وأقل ما يمكن وصفها به أنها تحولات تاريخية، ليس فقط وطنياً، وإنما عربياً وعالمياً، فالإمارات انضمت إلى الكبار القلائل في استكشاف الفضاء عبر «مسبار الأمل»، وهو أول مشروع عربي من نوعه، كما حققت ريادة عربية أخرى بتشغيل أول محطات الطاقة النووية السلمية، وغيرها من الإنجازات التي أكدت أن الإمارات بحق دولة اللامستحيل.
ما أرادته قيادتنا بإصرارها على تحقيق هذه الإنجازات في موعدها دون التوقف عند ظروف أو معوقات أياً كانت، هو ترسيخ فكر إيجابي منفتح على المستقبل تخطيطاً ورؤيةً، لتبقى عقول وعيون أبناء الإمارات تنظر على الدوام إلى الغد الأفضل بهذا الإصرار والتفاؤل، ولتسير على خطى نهج القيادة في التعامل مع الظروف الاستثنائية بمرونة وحزم، ورؤية استشرافية قادرة على تجاوز الصعوبات كافة.
بعد ما أثبتته الإمارات من قدرة فائقة في التعامل مع أزمة «كورونا» وتبعاتها، وما صنعته من إنجازات في عام الأزمة، ومضاعفتها الثقة العالمية بمكانتها وقوة اقتصادها، وبدورها المهم والمؤثر دولياً، حق لها أن ترفع سقف الطموح وأن يواصل أبناؤها تحقيق أحلامهم العالية لوطنهم، وحق لها أن تكون وجهة الفرح عالمياً بقدوم العام الجديد، كعادتها دائماً.
ما تضيئه الإمارات الليلة في سماء الفرح يؤكد مجدداً أنها من الدول القليلة القادرة على تنظيم الاحتفالات بالعام الجديد والفعاليات المباشرة، في ظل منظومتها المتكاملة والناجحة في مواجهة «كورونا»، ويثبت أيضاً أنها باتت أسطورة الفرح التي يترقبها الملايين حول العالم كل عام، والوجهة التي يؤمها ملايين الزوار بأمان وبهجة للاحتفال برأس السنة.
الليلة استثنائية وإماراتية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع انتصافها تدخل الإمارات عام يوبيلها الذهبي، بخمسين عاماً من النهضة والتفوق، لتبدأ خمسة عقود جديدة من الطموح والأمل والتفاؤل والمثابرة لصناعة تحولات تاريخية في مسيرتها المتواصلة نحو ريادة المستقبل والصدارة العالمية.