بقلم : منى بوسمرة
لا تستطيع أن تقتل الحلم من الشباب ثم تطلب منهم الإبداع والتميز، إذا قتلت الحلم فأنت تقتل الأمل، فماذا أبقيت في الناس من حياة؟»، كلمات تعلمناها من مدرسة محمد بن راشد في بث الأمل والإيجابية واستنهاض طاقات الشباب ليصنعوا مجدهم ومجد أمتهم، مدرسة تصنع الأمل في النفوس، وتخرج أجيالاً بشهادات الإيجابية والعطاء والإبداع.
في الإمارات، يشع الأمل من صميم سياسات العمل، فهو أساس التكوين والنشأة، به حققنا الاتحاد، وبنينا دولة يلتقي فيها العالم بانسجام يصنعه الأمل، ندرك أن الحياة ليست ورديةً بل مليئة بالتحدي، لكن كانت نظرة الإمارات أن التحديات أرضية الإنجاز.
لكن المهم أن يرافق التحدي، الأمل، خصوصاً في مجتمعات يظللها تفشي الإحباط، وهنا تبرز الحاجة إلى مَن يصنعون الأمل؛ لأنه لا يأتي بمفرده بل نصنعه، فهو حاجة إنسانية وطاقة تحقق الطموح والأحلام، ومن دونه يسود الإحباط، وتعكس العجلة دورانها إلى الخلف، فتحطم كل شيء، فالأمل يعادل الحياة ويستدعي المستقبل، فتلك غايته وغاية صانعه.
بالأمس احتفلت الإمارات بدفعة جديدة من صُناع الأمل، الذين آمنوا بقدرتهم على التغيير الإيجابي، وعدم الاستسلام لشروط اليأس، بل القفز إلى الواجهة مقدمين نماذج للإقدام والعطاء والشجاعة، فصنعوا الحياة لهم ولغيرهم؛ لأنهم تسلحوا بالأمل وقدرتهم على التغيير، فكتبوا روايات ملهمة، تطبعها الإمارات لتوزعها على كل الشباب العربي لاستنهاض طاقاتهم في البناء.
لقاء صناع الأمل السنوي في دبي بالأمس للمرة الثالثة ليس احتفالية وتكريماً، بقدر ما هو فعل وعمل ومشارك أصيل في صناعة الحياة، كما فعل حمدان بن محمد حين ضاعف مساهمات دعم مستشفى مصري، كما أن قيمة الجائزة للفائزين الخمسة بمعناها الحقيقي تستهدف دعم صناع الأمل للاستمرار في عملهم الإنساني.
وهو تعزيز للعمل الإنساني ورسالة للمحبطين بعرض لمفاعيل الأمل وقدرته على صناعة الحياة
واللقاء رسالة الإمارات اليومية بكل قيم التغيير التي تؤمن بها وفي مقدمتها الأمل، لذلك أكد محمد بن راشد في الاحتفالية وفاء الإمارات لتلك القيم ولانتمائها العربي والإنساني حين قال إن الإمارات مستمرة في احتضان صناعة الخير والأمل والإيجابية في عالمنا العربي.
كما عكست كلماته الثقة بالشباب العربي والمستقبل، وأن العالم العربي فيه مخزون لا ينضب من الطاقات وصنّاع الأمل، وكأنه يقول للشباب العربي لا تستسلم للانهزامية والاتكالية والإحباط، وازرع التفاؤل والطموح في قلبك ووجدانك، وكن مثل هؤلاء صانعاً للأمل، اعمل وارفض اليأس.
صناعة الأمل هي الصناعة التي لا يخسر فيها أحد، صدقت محمد بن راشد، وأيضاً نقول لك للأمل اسم آخر هو محمد بن راشد.