بقلم : منى بوسمرة
دبي، أيقونة العالم، بات اسمها يتألق في كل مكان مقترناً بالريادة والتميز والجودة، وخصوصاً فيما يلمسه الناس مباشرة وينعكس على سعادتهم ورفاههم وجودة حياتهم، وهي مكانة لم تأت من فراغ، بل تقف وراءها رؤية واضحة لقيادة حكيمة تعمل بإخلاص في مكافأة المجد، وتحفيز الطاقات، وتمكين المتميزين والمبدعين.
هكذا جعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يوم أمس، يوماً مشهوداً في دبي، يحتفي به الجميع - من خلال تكريم الفائزين بجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز - بالمخلصين الذين ساهموا بتميزهم، ضمن فريق العمل الواحد، بإحداث ثورة في الإصلاح الإداري، ليس في الإمارات والعالم العربي، وحسب، بل في العالم أجمع، بما حقق لدبي مكانتها وريادتها.
التكريم يوم أمس، كان احتفاء كبيراً بواحد وعشرين عاماً على إطلاق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، ليصنع خلالها البرنامج إرثاً من التميز مقترناً باسم دبي، كما يؤكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وليس ذلك فحسب، إذ يؤكد سموه كذلك أن البرنامج وضع خدمات الحكومة في المراكز الأولى عالمياً، وصدّر نموذجه للمنطقة، ليساهم في نشر ثقافة التميز خليجياً وعربياً.
البرنامج، كان دائماً المحرك لتطوير الخدمات وتحسين السياسات وبناء الكفاءات في حكومة دبي، وخلف هذا المحرك يقف قائد قدوة برؤية طموحة لا تعرف المستحيل ولا تعترف بالتوقف، إذ يجدد سموه التأكيد على أن طريق التفوق لا نهاية لها بقول سموه مخاطباً المكرمين: «ما زال أمام هؤلاء المتميزين عملٌ كثير، فالإنجاز والتفوق لا حدود لهما والتميز طريق لها بداية وآفاقها لا نهائية»، وتوجيه سموه للجميع في فريق عمله الواحد بقوله «نحتاج أفكاراً جديدة لتحقيق قفزات في جودة الخدمات خلال الفترة المقبلة».
بهذه الرؤية جعلت القيادة الحكيمة من التميّز ثقافة فكر وعمل في الإمارات وجعلت الإنسان هدفاً أساساً لكل البرامج والسياسات، لتكون الإمارات الأفضل عن جدارة. كما يؤكد سموه.
ما يمكن قوله اليوم، إن دبي باتت نموذجاً يتم تتبعه، وكثيراً ما نسمع تساؤلات في هذا العالم، حول سر هذا التطور، وليس غريباً أن تحاول دول كثيرة في العالم الاقتداء بدبي التي لا يمكن وصف ما فيها، بكونها تجربة، فقد تجاوزنا مفهوم التجربة، نحو الواقع الملموس الذي تتم المراكمة عليه، يومياً، وهذا من جهة ثانية، يؤشر على عزم القيادة، ألّا نكتفي بما تحقق، بل لا بد من أفكار جديدة كل عام، إدراكاً من القيادة أن الحفاظ على التطور والجودة أهم بكثير من تحقيقهما، خصوصاً أن ترقية هذه السمات بحاجة إلى جهد متصل ومضاعف.
كل الخبراء الذين يدرسون واقع دبي، والبرامج التي يتم إطلاقها، وطبيعة بنية الحياة على كل المستويات، ويقارنون ذلك بالوقت القصير الذي تمكنت فيه دبي من التحول إلى مدينة عالمية تنافس أهم المدن في هذه الدنيا، يقرون هنا أن كل ذلك عائد إلى وجود رؤية واضحة ومحددة، لا تقبل التراجع ولا وجود أي سبب، لعدم التطور وتكريس النموذج المختلف والمتميز، وهذا يفسر من جهة أخرى، ما أشرت إليه سابقاً، من كون دبي المدينة الأكثر تتبعاً كنموذج في هذا العالم، وهذا بحد ذاته إنجاز للفكرة التي تريدها القيادة، أي بث طاقة التغيير الإيجابية في العالم العربي، ودول العالم، من أجل خير الإنسان.
نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع