بقلم : منى بوسمرة
من صفات القيادة التي امتاز بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قدرته على التغيير والتأثير في اتجاه بث الإيجابية، وهذه قدرة عز نظيرها، ونرى أدلتها واضحة في الدولة وبين العرب وفي العالم.
البعد الإنساني الحاضر في شخصية الشيخ محمد بن راشد جعل سموه أكثر القادة في الحض على صون الحياة وكرامة البشر، وبكل تأكيد فإن سموه الأكثر حديثاً عن التفاعل بإيجابية مع مختلف ظروف الحياة، وضرورة أن يقوم كل إنسان بدوره تجاه الآخر، وأن لا نتخلى في فكرنا وحراكنا الجمعي عن إحساسنا وواجبنا تجاه بعضنا.
راية البناء الخفاقة في دولتنا تبدد الظلمة في كل مكان، لأنها تدرك أن الأصل حماية الحياة لا هدرها، وأن الطبيعة الإنسانية تنزع نحو رحمة الآخر ومساعدته وإغاثته، وهي في كل الأحوال سياسة إماراتية ثابتة لدى قيادتنا وشعبنا تجاه الجميع في أنحاء المعمورة.
بقدرته على التأثير والتغيير، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مبادرات عديدة، ورسّخ المبدأ الأبرز في سياسة الدولة، لا تمييز ولا تفرقة بين إنسان وآخر. وكانت آخر المبادرات «صناع الأمل» التي أطلق سموه دورتها الثانية الشهر الماضي، بعد أن حققت الدورة الأولى نجاحاً غير مسبوق، ليس في تحريك دوائر الخير في المجتمعات العربية والغربية، بل في إثبات أن الإنسان العربي ينحو إلى الخير بفطرته، وأن ما وراء مشهد اليأس وإشاعة الخوف التي نراها، توجد قوة تقاوم الظلمة بأنوار العطاء، وأن هناك عشرات الآلاف من منارات البناء التي تعمل بصمت من أجل الآخرين، وهي القوة التي أراد سموه تعظيمها حتى تتضاعف في تأثيرها.
الدورة الثانية من مبادرة «صناع الأمل» أعلنت بالأرقام أن عدد طلبات الترشيح ارتفع بشكل كبير جداً، وصل إلى 87 ألف طلب لأفراد ومؤسسات وفرق تطوعية ومؤسسات غير ربحية، تعمل في المجالين الإنساني والإغاثي من خمسة عشر بلداً عربياً، وأكثر من عشرين بلداً أجنبياً يعيش فيها العرب، والأرقام هنا تؤكد أن غاية الشيخ محمد بن راشد قد تحققت بتحريك طاقة الخير في النفوس، والمسارعة للدخول في هذا السباق الإيجابي من أجل الإنسانية، بما يثبت أن الشعوب كانت في حاجة ماسة إلى الشخصية الملهمة القائدة التي تطلق فيهم طاقات العطاء والبذل والتضحية.
إننا نتطلع بكل اهتمام إلى حكايات الذين تقدموا بإبداعاتهم، لأن لكل مبادرة أمل قصة تستحق أن تروى من أجل تعزيز الوعي في كل واحد فينا، ومن أجل أن تترك بصمتها على الأجيال القادمة التي هي بحاجة إلى بوصلة توجهها، وما من بوصلة مثل تعظيم نزعة الخير، والتذكير بأن ما من عمل يرفع من قيمة الإنسان في الدنيا والآخرة مثل البذل والعطاء.
يبقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد صانع الأمل في الإمارات، مثلما هو صانع أمل العرب، وسموه القامة التي تعطينا الكثير من فيض القيم الإنسانية الخالدة. نقلا عن البيان