بقلم : منى بوسمرة
عناق المجد، كانت الإمارات على موعد معه أمس، بفوز مستحق لخيول دبي بأغلى كأس عالمي، وبالتنظيم الذي يبعث على الفخر لهذا الحدث الكبير كأس دبي العالمي للخيول.
هذا الحدث الذي أصبح بعد سنوات من الاهتمام به، والحث على تطويره، حدثاً متفرداً عالمياً، وبات محطة للخيل والسرعة والقوة يؤمها عشاق الخيل من جميع أنحاء العالم، ودولة بسرعة الإمارات التي لا تتخلى عن المركز الأول في كل شيء كما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تستحق هذا الحدث.
تفوق دولة الإمارات يلمسه الجميع، مواطنون ومقيمون وزائرون وفي كل المجالات، ودولتنا بتوجيهات ومتابعة من قيادتنا الأكثر تفوقاً في العديد من المسارات، بشهادة المؤشرات الدولية والمراكز العالمية التي حصلت عليها، وهي مسارات نراها في الاقتصاد والتعليم والصحة والرياضة وفي العناوين التي تستشرف المستقبل، كما نراها واقعاً متحققاً في حياتنا، بغير حاجة إلى بحث وأدلة من كثرتها وعناوينها الحاضرة.
قد يتفوق البعض في مجال محدد، لكننا في دولة الإمارات اخترنا سياسة المسارات المتوازية، فنجد اهتمام القيادة منصباً على كل القطاعات من حيث التطوير والتركيز والمراقبة، لتكون النتيجة أن دولتنا أصبحت عنواناً متفرداً على مستويات متعددة ومختلفة، ولتغدو كل القطاعات حيوية ومزدهرة وتنعكس لتمد الجميع بالسعادة وتحقيق أعلى مستويات الرفاه.
يشير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى كأس دبي العالمي للخيول الذي بات إحدى صور تفوق الدولة في استضافة الأحداث الكبرى وقوة نجاحها في التنظيم وفقاً لأعلى المعايير المعتمدة.
يؤكد سموه على منهاج التفوق الذي اخترناه سبيلاً بقوله إن «التميز لا يتوقف ولا تحده حدود، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ماضية في مشوار التقدم والتطور على كافة المستويات وفي مختلف الأصعدة، وإن النجاحات التي تتحقق في أي منشط من المناشط تعد مكسباً يجب الاعتداد به وتطويره والبناء عليه، لتسجيل قفزات أكثر تميزاً وإبداعاً تعكس مدى الرقي والتحضّر اللذين وصلت إليهما مرافق الدولة كافة».
لقد صنع الشيخ محمد بن راشد من سباقات الخيل جسراً بين الأمم، لأنها خير سبيل لتكريس التسامح والانفتاح بين الشعوب، وهكذا تبدع دولة الإمارات في تحويل الرياضة من أداة منافسة إلى مظلة تجمع تحتها كل الدول والأمم، وليس أدل على ذلك من استقبال الإمارات في هذه المناسبة الكبرى وفوداً من كل الدول.
يقول الشيخ محمد بن راشد «إن النجاح الحقيقي بالنسبة لنا ليس فوز خيول الإمارات وتحقيق الانتصارات فحسب، بل قمة النجاح أن نرى الضيوف والمشاركين يعودون إلى بلدانهم بذكريات طيبة، تجعلهم يعدون العدة فور انتهاء السباق لتسجيل حضورهم في نسخة عام 2019، وهذا هو المكسب الأهم الذي نسعى له، فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، ولكن ما نسعى له من وراء تنظيم الحدث الاستثنائي أكبر وأشمل، فعكس الصورة الحقيقية للإمارات وأبنائها أمام العالم الخارجي هو الذي سيظل راسخاً في أذهان كل المتواجدين في أمسية كأس دبي العالمي».
هذه هي الرؤية الفذة التي تقود الإمارات، فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، وفقاً لتعبير سموه، والأهم أن نعكس صورة الدولة الحضارية بهذا الرقي الإنساني الذي عز نظيره، في التعبير عن غايات الرياضة وسط مجتمعات أخرى تشتد فيه الصراعات والاختلافات.
تهنئتنا من القلب لفارس العرب وللإمارات قيادة وشعباً هذا الفوز المستحق بالكأس، وهذا التنظيم العالمي المتفرد، وتهنئتنا لأنفسنا كذلك بهذه القيادة التي تحمل رؤية عميقة غايتها وهدفها تحقيق المركز الأول بما تعنيه الكلمة، وتوفير كل الفرص لتحقيق هذا الهدف محلياً وعربياً ودولياً.
نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع