بقلم : منى بوسمرة
الممارسات الإيجابية التي تميز المجتمع الإماراتي، تجمع كل مؤسسات الدولة والأفراد، على رفض ومحاربة أي سلوك سلبي، أينما ومتى وجد، حتى لو كان انتشاره قليلاً داخل المجتمع، وفي ظل تشجيعها للمجتمع المتنوع والانفتاح على العالم، فإنها حريصة على حماية هذا المجتمع من أي تأثيرات لا تتناسب مع القيم المجتمعية والإنسانية.
التنمر في المدارس، سلوك يحمل الكثير من السلبيات، والتنمر هنا، كما هو معروف، ممارسة الشخص، أو الطالب حصراً، لتصرفات توحي بالقوة، بحيث يعتدي على غيره جسدياً أو لفظياً، لأسباب مختلفة، من أبرزها رغبته في أن يكون محل إعجاب الآخرين، أو ميله للظهور بصورة الشخص القوي الذي يهابه الآخرون.
ظاهرة التنمر، موجودة في أغلب دول العالم، ولربما لعب الانفتاح على العالم، والتأثر بما يتدفق عبر الإنترنت، وشبكات التلفزة، وغير ذلك من أسباب دوراً في تعزيز هذه الظاهرة، وخصوصاً، مع الضغط الذي نراه على العائلة والمدرسة، وما تمثلهما من قيم إيجابية، وسط حالة التخاطف التي تتعرض لها الشخصية الإنسانية، من جهات مختلفة.
الدولة وعبر وزارة التربية والتعليم، وأمام رصدها لهذه السلوكيات، أطلقت حملة لمكافحة التنمر، بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وشراكة عشرين جهة، وذلك تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
هذه الحملة تثبت من جهة أخرى، أن الدولة، ووزارة التربية والتعليم، لا تتعامى عن أي سلبيات، بل ترصدها، وتسعى إلى معالجتها، وخصوصاً، أن بيئة الإمارات الإيجابية، لا تقبل بروز مثل هذه السلوكيات، وتدرك أن الحكمة تكمن في ملاحقة السلبيات، ومعالجتها، حتى لا تصبح ظاهرة عامة، وحتى لا يتضرر المجتمع منها، وخصوصاً، إذا كانت في بدايتها.
هنا لا بد من أن يقال إن الإعلام، يلعب دوراً كبيراً جداً، في تعزيز أي ظاهرة إيجابية، أو تقوية أي سلبيات، فهو الذي يؤثر في المتلقين، في البيوت والمدارس والجامعات وأماكن العمل، مثلما هو القادر أيضاً، على محاربة أي ظاهرة غير مرغوبة، وندر أن نجد بلداً تتفشى فيه أي ظاهرة سلبية، لا يكون الإعلام فيه سبباً في ذلك، من حيث غياب دوره، مثلما أن غياب هذه الظواهر، دليل على دور إعلامي نوعي ومؤثر.
«البيان» التي سبق أن فتحت ملف التنمر، قبل فترة قصيرة، تجد في هذه الحملة، تجاوباً حكيماً مع كل المؤشرات، والتحرك قبل تفشي هذا الأمر، مثلما أن الصحيفة تدرك دورها في محاربة هذه الظاهرة، وغيرها من ظواهر، ولهذا تأتي شراكتها اليوم، مع هذه الحملة، مواكبة للأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في المدارس، عبر إطلاقها حملة #لا_للتنمر.
الإعلام، من جهة، وبقية المؤسسات، وكل الأطراف ذات الصلة، تعمل كفريق واحد، أمام هذه الظواهر، ونحن على ثقة بأننا سوف ننجح لكبح هذه السلوكيات، عبر التوعية وتوجيه الأنظار إلى مخاطرها، على الأجيال، وعلى المجتمع.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان