صفقة نيمار والعقلية القطرية

صفقة نيمار والعقلية القطرية

صفقة نيمار والعقلية القطرية

 صوت الإمارات -

صفقة نيمار والعقلية القطرية

بقلم : محمد الحمادي

الصفقة التي أدهشت العالم، أمس، والتي تعتبر الأغلى في تاريخ كرة القدم، بلغت بحسب «فرانس 24»، 712 مليون يورو، وهي القيمة الإجمالية لانتقال اللاعب البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بين شرط جزائي «222 مليون يورو»، ورسوم «100 مليون يورو»، ومنحة التوقيع «80 مليون يورو»، وراتب لخمس سنوات «310 ملايين يورو».

وبحسب موقع DW الألماني، فإن بقيمة الشرط الجزائي يمكن إطعام أكثر من خمسة ملايين طفل لمدة عام كامل! ويمكن حفر ثلاثين ألف بئر مياه عذبة للفقراء..

فهل يعرف الشعب القطري «شو اللي يصير»؟ ويخبرنا، وهل يمكن أن يجيب العالم عن لماذا تصرف حكومته هذه الأموال هنا وهناك، والشعب القطري لا يمتلك أدنى مستويات الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بل لا يستطيع أن يوفر مستلزماته الأساسية منه؟!

الرياضة، وكرة القدم بالتحديد، هي إحدى أدوات قطر في الانتشار والتأثير، وما سعيها لاستضافة كأس العالم 2022، وبأي ثمن وبأي طريقة، وثم شراؤها كل ما يمكنها من حقوق نقل للبطولات المهمة في العالم، فلا يرى ويسمع المشاهد العربي الرياضة إلا برؤية ورأي قطري، إلا جزء من الهدف للتأثير على الشارع ومتخذي القرار.

إنها العقلية القطرية التي نتحدث عنها منذ شهرين، عقلية المباهاة والعناد والاستعراض، عقلية شراء كل شيء بالمال، وسيدفع الأوروبيون قريباً ثمن انبطاحهم للأموال القطرية الساخنة، والتي لا شك أنها مغرية جداً، لكن كان يجب أن يتساءلوا ماذا بعد؟!

بعد ثمانية أسابيع من المقاطعة التاريخية للدول الأربع، المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، تستمر قطر على نهجها نفسه في استخدام المال والإعلام، وهي لا تلاحظ كم خسرت خلال الأسابيع الماضية من رصيدها أمام العالم - ليس رصيدها المالي- وإنما من سمعتها ومصداقيتها، ومن احترام العالم لها، لقد جعلت قطر من نفسها نموذجاً عالمياً للدولة الغنية التي تبدد مالها على الإرهاب وصفقات شراء الذمم، وصفقات تلميع صورتها، في حين أنها لا تمتلك على أرض الواقع أساساً قوياً لها ولمستقبلها، فعلاقاتها مع جيرانها العرب في أسوأ حال، وتفتقر إلى أدنى درجات الثقة، وعلاقاتها مع جيرانها الإقليميين علاقة مصلحة من طرف واحد، يستفيدون من هذه الدولة الصغيرة الغنية بقدر ما يستطيعون، وعلاقاتها مع الدول الكبرى في العالم علاقة مصالح مادية، وتعرف تلك الدول أن دولة صغيرة كقطر غنية، وتعاني مقاطعة جيرانها بسبب سياساتها المتهورة، تعتمد على سياسة ردات الفعل السريعة، وتتخذ القرارات وتعقد الصفقات «نكاية» بالدول المقاطعة، فتشتري لاعباً هنا، وتشتري أسلحة هناك، وتوقع اتفاقية عسكرية وأمنية، وتطلب سرب طائرات مقاتلة، وغيرها من القرارات، وبالطبع، ومع هذه المليارات من الدولارات، لن تقول لها أي دولة «لا»، بل ستتجاوب معها على الفور وتحقق الاستفادة قبل أن تتبدل الأحوال، وهذا كله على حساب الشعب القطري، ومن رصيده المستقبلي!

أخيراً نذكر قطر مع بداية الشهر الثالث للمقاطعة بأن حل أزمتها ليس بشراء نيمار، كما لم يكن بشراء الإرهابيين والمرتزقة، وأن حل أزمة قطر ليس في طهران عند روحاني، وإنما في الرياض عند الملك سلمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة نيمار والعقلية القطرية صفقة نيمار والعقلية القطرية



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates