بقلم : محمد الحمادي
اعتبرت «نيويورك تايمز» أن الأمير محمد بن سلمان من خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة «يغيّر التاريخ السعودي».
قد يكون هذا الوصف صحيحاً، والأكثر دقة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجود في منصبه ليغير كل شيء في السعودية ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، لذا فبمراجعة سريعة لزيارته إلى الولايات المتحدة، والتي استمرت ثلاثة أسابيع التقى فيها الرئيس ترامب وكبار المسؤولين الأميركيين، بالإضافة إلى أعضاء في الكونجرس ورجال أعمال وكبار الشركات الصناعية والتكنولوجية وغيرهم نستطيع أن نقول، إن هذه الزيارة التاريخية كانت ناجحة، وستتضح نتائجها قريباً.
بعض الدول الغربية ما زالت لا تفهم السعودية، وهناك دول عربية تقف متشككة في المواقف والخطوات السعودية، وحتى «بعض الناس» في قطر غير قادرين على استيعاب ما يحدث في السعودية، والحقيقة ببساطة هي أن السعودية تغيرت واختلفت عما كانت عليه قبل سنوات قليلة، لذا لا بد من التعامل معها بشكلها الجديد، وهذا ما فهمته الإدارة الأميركية أخيراً.
وأولئك البعض لا يفهمون ماذا يعني وجود ولي عهد شاب وطموح في المملكة التي ظلت لعقود يحكمها رجال حكماء ومخلصون من كبار السن، أما اليوم، فهناك ولي عهد شاب خلف ملك متفتح ومختلف، يأخذان معاً المملكة العربية السعودية إلى عصر جديد بآفاق مختلفة.. فولي العهد الجديد يرفض الماضي الذي جعل وطنه يعيش في غياهب التراجع والتعصب، فهو ولي عهد يُؤْمِن بوطنه وبقدرات شعبه ويرى المستقبل أمامه ويعمل جاهداً على التخلص من كل سلبيات الماضي.
المملكة أصبحت صاحبة قرار ومواقف قوية وجريئة، مملكة لم تعد تخيفها أصوات المتعصبين ولا تسحبها إلى الخلف محاولات المشككين، مملكة تعرف أنها إذا تغيرت، فإن ثروتها الحقيقية ليست النفط، وإنما الإنسان السعودي «الرجل والمرأة معاً»، لذا أصبحنا نرى الاهتمام بالإنسان.
ثلاثة أسابيع وأنا أتابع كغيري من الصحفيين «الرحلة الأميركية» وجولة الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، والتي انتهت منذ يومين ليبدأ زيارة جديدة إلى فرنسا، بعد زيارة سابقة للمملكة المتحدة. وواضح أن زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة تاريخية ومحورية وستترتب عليها أمور وتغيرات كثيرة، غير الصفقات والاتفاقات والشراكات التي حدثت، فالأهم هو أن أميركا اليوم عرفت جيداً من هو محمد بن سلمان، والخط مع أميركا مفتوح أكثر من أي وقت مضى بين أكبر دولة في العالم تتعامل مع واحدة من أقوى الدول العربية.
لم تكن السعودية فقط بحاجة إلى هذه الزيارة، وإنما العرب والمسلمون كانوا بحاجة لزيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، والجلوس مع كل من يمكن الجلوس معهم من مسؤولين رسميين وأعضاء كونجرس ورجال أعمال ورجال إعلام ومؤثرين في مختلف الولايات الأميركية.
ما يميز محمد بن سلمان أنه يمتلك رؤية واضحة، ولديه الشجاعة في اتخاذ القرارات التي «يراها» البعض صعبة، وقد تكون بعض القرارات فعلاً صعبة، ولكن من الواضح أن سموه بات مقتنعاً بأنه لا تراجع عن التغيير لأنه الطريق الوحيد للتقدم إلى الأمام والوصول إلى المستقبل مع بقية دول العالم. نقلا عن الاتحاد
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع