العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة
آخر تحديث 15:56:44 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 18 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة!

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة!

 صوت الإمارات -

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة

بقلم : خيرالله خيرالله

 

لا يمكن المرور مرور الكرام على تشكيل “لجان فنّية” بين تركيا وإسرائيل من أجل تخفيف حدّة التوتّر بينهما في سوريا. اعتمدت إسرائيل في الفترة الأخيرة لحظة تصعيدية في التعاطي مع الوجود التركي في سوريا، خصوصاً بعدما باشرت أنقرة تحرّكات يُفهم منها أنّها تنوي إقامة قواعد عسكريّة في هذا البلد العربي ذي الأكثريّة السنّيّة والتركيبة المتنوّعة.

من الواضح أنّ التفاهمات التي يمكن أن تحصل بين تركيا وإسرائيل مرتبطة بالكلام الإيجابي الذي صدر عن الرئيس دونالد ترامب تجاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. حصل ذلك في أثناء استقبال ترامب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنّه فهم الرسالة الرئاسية الأميركية التي فحواها أنّه مطلوب ترطيب الأجواء مع تركيا.

لم يبخل ترامب بالإشادات ذات الطابع الشخصي بإردوغان. ذهب إلى حدّ تهنئته على إحداث التغيير الذي شهدته سوريا، وهو تغيير متمثّل في زوال الحكم العلويّ للمرّة الأولى منذ عام 1966 عندما استولى الضابطان صلاح جديد وحافظ الأسد على السلطة. كلّما مرّ يوم يتبيّن كم أنّ هذا التغيير مهمّ على صعيد المنطقة كلّها، خصوصاً أنّه وجّه ضربة قويّة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي اعتمد على “الهلال الشيعي” الذي يربط طهران ببيروت مروراً ببغداد ودمشق.

ستساعد التهدئة بين سوريا وتركيا في مزيد من العزل لإيران التي دخلت مفاوضاتٍ مع الولايات المتحدة عن طريق سلطنة عُمان دفاعاً عن نظامها. أكثر من ذلك، يأتي تخفيف حدّة التشنّج بين تركيا وإسرائيل في وقت لا يزال الوضع اللبناني مثيراً للاهتمام والقلق إلى حدّ كبير وبشكل متزايد، خصوصاً أنّ إيران لم تقتنع بعد بأن لا مستقبل لـ”الحزب” وسلاحه في ضوء فقدانها سوريا. يثير الوضع اللبناني الاهتمام والقلق من زاوية احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية وما ينطوي عليه ذلك من احتمالات حصول تصعيد عسكري من جهة، والوضع غير المستقرّ على طول الحدود اللبنانية – السورية من جهة أخرى.
لا يمكن المرور مرور الكرام على تشكيل “لجان فنّية” بين تركيا وإسرائيل من أجل تخفيف حدّة التوتّر بينهما في سوريا

سوريا تغيّرت جذريّاً

لا يزال هناك، بكلّ أسف، رهان إيراني على بقاء سوريا معبراً إلى لبنان، علماً أنّ هذا الموضوع صار محسوماً. صار محسوماً بعدما خرجت سوريا من “الهلال الشيعي” نهائيّاً، وهذا ما ترفض “الجمهورية الإسلاميّة” أخذ العلم به وبالنتائج المترتّبة عليه. هل يقنعها التطوّر الذي طرأ على العلاقات التركيّة – الإسرائيلية بأن لا خيار أمام “الجمهوريّة الإسلاميّة” غير التخلّي عن أوهامها اللبنانية والسوريّة في آن؟

عاجلاً أم آجلاً، ستكتشف إيران أنّ التغيير الذي حصل في سوريا من النوع الذي لا عودة عنه، وذلك بغضّ النظر عن بقاء أحمد الشرع وفريقه في السلطة أو عدم بقائه.

في خريف عام 1970، استولى حافظ الأسد على السلطة وتفرّد بها. كان هدفه الدائم وضع اليد على لبنان تحت شعار “شعب واحد في بلدين”.  في الواقع، لعب الأسد دوراً كبيراً في تفجير لبنان منذ ما قبل ذلك اليوم المشؤوم، في 13 نيسان 1975. أشعل حافظ الأسد الوضع في لبنان عن طريق إغراقه بالسلاح. قبل عام 1975، سلّح الفلسطينيين وسلّح ميليشيات مسيحية معادية للمنظّمات الفلسطينية التي لم يكن لديها من هدف سوى نشر الفوضى في كلّ لبنان. عمل كلّ ما يستطيع من أجل تبرير الحاجة إلى سيطرة الجيش السوري على الأراضي اللبنانية بحجّة حماية المسيحيين أحياناً وضبط المنظّمات الفلسطينية المسلّحة في أحيان أخرى. نجح في ذلك عبر وزير الخارجية الأميركي هنري كسينجر الذي حصل على ضوء إسرائيلي سمح بدخول الجيش السوري لبنان في عام 1976.

من يُقنع إيران التي أرسلت الدفعة الأولى من “الحرس الثوري” إلى لبنان بواسطة حافظ الأسد في أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف عام 1982 بأنّ سوريا تغيّرت، بل تغيّرت جذريّاً؟
عاجلاً أم آجلاً، ستكتشف إيران أنّ التغيير الذي حصل في سوريا من النوع الذي لا عودة عنه، وذلك بغضّ النظر عن بقاء أحمد الشرع وفريقه في السلطة أو عدم بقائه

صيغة للتّعايش

تغيّرت سوريا إلى درجة أنّها صارت ساحة لصراع تركي – إسرائيلي تريد الولايات المتحدة الحؤول دون تفاقمه. دخلت سوريا ومعها لبنان مرحلة جديدة مختلفة عن الماضي. تطرح هذه المرحلة أسئلة عدّة الثابت فيها أمر واحد وحيد هو أن لا عودة إلى الهيمنة الإيرانية على لبنان وسوريا. هذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري في السابع والثامن من آذار الماضي.

إذا كان من درس يمكن استخلاصه من هذه الأحداث، التي شهدت تمرّداً علويّاً قُمِع بقسوة، فهو درس على إيران التعلّم منه. فحوى الدرس أن لا عودة لـ”الحرس الثوري” إلى سوريا من جهة، وأنّ مستقبل سوريا رهن بإيجاد صيغة تعايش بين تركيا وإسرائيل… وإن برعاية أميركيّة. لن تقبل إسرائيل بأيّ شكل حلول تركيا مكان إيران في سوريا. لا بدّ من الآن طرح أسئلة تتعلّق بمستقبل العلاقة التركية – الإسرائيلية وإمكان تفادي صدام بين الجانبين في سوريا نفسها، وهو صدام ستكون له من دون شكّ انعكاسات سلبية على لبنان. يبدو أنّ إدارة ترامب باتت تعي أبعاد أيّ صدام تركي – إسرائيلي في سوريا وانعكاساته على المنطقة كلّها، بما في ذلك لبنان، البلد المغلوب على أمره.

من المفيد مراقبة المسؤولين اللبنانيين، على كلّ المستويات، لِما يدور في سوريا. من المفيد أكثر العمل على جعل كلّ من يعنيه الأمر، خصوصاً ما بقي من “الحزب” وبعض الرموز الشيعية التي تعاونت مع “الحزب”، استيعاب أن لا عودة لإيران إلى سوريا ولا إلى لبنان. إضافة إلى ذلك كلّه، من المفيد مراقبة تطوّر العلاقة التركيّة – الإسرائيلية في وقت ليس أمام إسرائيل سوى التعاطي مع الاعتراف بوجود علاقة في العمق بين الحكم السوري الجديد وتركيا. كيف ستنظّم إدارة ترامب العلاقة بين الجانبين؟ هذا السؤال بين أسئلة كثيرة تطرحها مرحلة ما بعد خروج إيران من سوريا… ومن لبنان أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة



GMT 19:35 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

المانيفستو السياسي للإدارة الأميركية

GMT 19:34 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

بين الأنديز والأمازون

GMT 19:34 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

دولة فلسطينية مستقلة حجر الزاوية للسلام

GMT 19:33 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

قصة سوسن... ومآسي حرب السودان

GMT 19:33 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

ترمب ودرس أدب في الجامعات الأميركية!

GMT 19:32 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

تعريفات ترمب هزّت العالم وأضرّت أميركا!

GMT 19:31 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

حول العولمة وأحاديث النهايات

GMT 19:30 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

حذار المماطلة... انتفى دور السلاح اللاشرعي!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 12:10 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 18:52 2013 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

صفوف إلكترونية مجانية من جامعات بريطانية

GMT 17:44 2013 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وزيرالتنمية المحلية على شاشة التليفزيون السبت

GMT 14:54 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كاو فنغ يطالب واشنطن باحترام قوانين السوق المالية

GMT 18:53 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الغيطى يقدم "الشارع المصرى" على نغم إف إم

GMT 14:33 2013 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

لندن : تقارير عن تورط امراة بريطانية في هجوم نيروبي

GMT 06:49 2013 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مذيعة المبدع العربي تقدم برنامج "ياللا نلوك"

GMT 21:30 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

دولة الإمارات الأولى عربيًا بالشراء عبر الإنترنت

GMT 22:56 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"مظاهرات نفسية" أهم الاضطرابات التى تصيب فكر الإنسان

GMT 00:51 2016 الأربعاء ,06 إبريل / نيسان

محمد رمضان يتكلم عن الأمراض في "حصلت قبل كده"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates