دور الإمارات في تعزيز التسامح

دور الإمارات في تعزيز التسامح

دور الإمارات في تعزيز التسامح

 صوت الإمارات -

دور الإمارات في تعزيز التسامح

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أتاح منتدى «الاتحاد» السنوي الرابع عشر، الذي عُقد في أبوظبي يوم العشرين من الشهر الجاري، فرصة لإجراء مناقشة ثرية لقضية التسامح التي تعد إحدى السمات المميزة لسياسة دولة الإمارات عموماً، وليس فقط في 2019 الذي أعلنته عاماً للتسامح. فقد اشتدت حاجة منطقتنا لتأسيس مبدأ التسامح في ثقافة المجتمعات، وسياسات الدول، خلال المرحلة الراهنة أكثر من أي وقت مضى. ويحتاج العالم، أيضاً، إعادة بناء هذا المبدأ على أسس أكثر صلابة في عصر ثورة الاتصالات، بسبب الآثار السلبية المترتبة على إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الكراهية والبغضاء، على نحو يسهل مهمة من يسعون إلى إثارة القلاقل هنا، وخلق الفتن هناك.
وقد عُقد المنتدى تحت عنوان «الأخوة الإنسانية: رؤية الإمارات لعالم متسامح»، انطلاقاً من احتضان أبوظبي اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأسفر عن توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تمثل نقلة نوعية في العلاقات الإسلامية المسيحية على المستوى العالمي.
وقد ذكَّر ضيف شرف المنتدى المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة الدولية لوثيقة الأخوة الإنسانية، المشاركين بما قاله البابا فرنسيس مخاطباً شيخ الأزهر، بعد توقيع هذه الوثيقة: «الآن.. نحقق المستحيل».
كان إنجاز مثل هذه الوثيقة بعيد المنال على مدى قرون، الأمر الذي جعله نوعاً من المستحيل بالفعل. لكن الجهود التي بذلتها قيادة دولة الإمارات، بناءً على تجربتها الملهمة في تحقيق التسامح داخلياً، والعمل من أجل تعزيزه عالمياً، أتاح تحقيق ما كان مستحيلاً، فصار واقعاً يُؤمل أن يساهم في انتشال منطقة الشرق الأوسط من أزماتها التي جعلتها الإقليم الأكثر عنفاً في العالم خلال العقد الجاري.
وأفاد الحوار خلال المنتدى في إضاءة جوانب مهمة في «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي نوقشت العلاقة بينها وبين الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، لكونهما النصين الأكثر أهمية في وضع القواعد المنظِّمة للتفاعلات على أسس تحفظ كرامة البشر وتُطلق طاقاتهم الخلاقة في الخير والسلام.
وساهمت كلمة الأستاذ حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، في افتتاح المنتدى، في تحديد اتجاهات الحوار، عبر طرح ثلاثة سياقات محددة للتسامح، أولها أنه درع يحمي السلام والعدل في العالم، ويدعم جهود مواجهة قوى الإرهاب والظلامية والعنصرية على أساس فكري. وثانيها أنه عنصر ضروري لحماية الدولة الوطنية القائمة على تنوع مكوناتها، إذ يكتسب معنى الهوية في مواجهة الأخطار التي تهدد استقرار هذه الدولة وأمنها. أما السياق الثالث فهو أن التسامح يكمل الآليات الديمقراطية داخل الدول وبينها.
وشمل النقاش في المنتدى، بطبيعة الحال، الدور الريادي الذي تقوم به الإمارات في تعزيز التسامح، منذ أن قدمت تجربة بنائها على أساس اتحادي دروساً في تطبيق نظرية الوحدة والتنوع، فصارت إحدى أكثر التجارب نجاحاً في العالم، ما هيأها لأداء هذا الدور عبر سياسة مدروسة، وجهود مؤسسية مثمرة ربطت مبدأ التسامح بمفهوم الأخوة الإنسانية.
وقد ازدادت أهمية دور الإمارات في تعزيز التسامح خلال السنوات الأخيرة التي شهدت توسع نطاق التعصب والتطرف ليس في منطقتنا فقط، بل في العالم كله. فقد تنوعت اتجاهات هذا التطرف، ولم تعد مقصورة على المنظمات الإرهابية التي تتستر وراء الإسلام، بعد أن انتشرت أنماط متعددة للكراهية وممارسات عنيفة تجاه الآخر، ومنها «الإسلاموفوبيا» تجاه المسلمين في الغرب ومناطق أخرى، والتطرف اليميني القومي ضد المهاجرين واللاجئين في أوروبا ودول أخرى في العالم.
وجاءت وثيقة «الأخوة الإنسانية» لتكون بداية مرحلة جديدة لدور دولة الإمارات في تعزيز التسامح، وإعادة الاعتبار لهذا المبدأ الذي تبلور تدريجياً منذ أن فرضت الحروب الدينية في أوروبا إيجاد أساس فكري لترشيد التفاعلات بين البشر، إلى أن اكتسب معناه الراهن الذي يمكن اختزاله في ثلاثة عناصر جوهرية: إنني قد أكون مخطئاً، وقد تكون أنت مصيباً، وإننا حين نتحاور بشكل عقلاني قد ننتهي إلى تصحيح أخطائنا، وإن هذا الحوار يساعدنا في أن نقترب معاً من الحقيقة. وهذا هو السبيل إلى وضع حد لتحول الخلافات إلى صراعات مدمرة، عبر تأكيد أن أحداً لا يملك الحقيقة المطلقة أو الكاملة، وأنه لا يحق لأحد أن يفرض معتقداته بالقوة والعنف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور الإمارات في تعزيز التسامح دور الإمارات في تعزيز التسامح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates