بقلم - صلاح منتصر
لم يتصور أحد أن يحدث ما جرى فى مقر الكونجرس الأمريكى « الكابيتول » ذلك المبنى الشامخ الذى يتميز بلونه الأبيض وبقبته التى تعكس لمن ينظر إليها مهابة وأهمية العمل الذى يجرى تحتها. انهار هذا كله فى لحظات وتحطم فى دقائق صرح الكبرياء الذى كانت تفخر به أعظم دول العالم، وإذا كان قد سبق قبل عشرين سنة انهيار برجى المركز التجارى العالمى بكل ما كان يرمزان إليه من كبرياء الدولة الأمريكية فقد جرى بأيد أجنبية متآمرة، أما ما جرى فى الكابيتول مؤخرا فقد حدث بأيدى أبناء الدولة التى تتزعم نشر الديمقراطية فى العالم!
يقينا لن يمر ماحدث سواء داخل أمريكا أو خارجها. ففى كل أنحاء العالم سوف تتحالف العقول لتصل إلى وسائل متطورة تكفل لمثل هذه المبانى التى تمثل رموزا خاصة للدولة الحماية اللازمة من أى أعمال أو انتفاضات غوغائية لا تهدد المبانى فقط وبما يسهل اقتحامها وإنما الأهم والأخطر الحفاظ على مهابتها وجلالها فى عيون الجميع. وكما انتشرت إجراءات الحماية التى أصبحت فى كل المطارات وحولت السفر إلى عذاب كبير للمسافرين كذلك سيحدث بالنسبة لمبانى رموز الدولة.
بالنسبة للرئيس ترامب فلن يعد مهما نهايته الأليمة التى سيواجهها لأنه وبسرعة سيصبح ماضيا يتذكره الآخرون بلا مستقبل وستتلاشى بالضرورة آماله التى كان يعقدها للاتفاق من اليوم على ترشيح نفسه مرة أخرى فى عام 2024. لكن المهم هو كيف يخرج الحزب الجمهورى من هذه الأزمة وهو الذى عليه مواجهة المستقبل وترميم ما أحدثه رئيسه من تلفيات وإصابات. فأمامه انتخابات قادمة وعليه أن يستأنف وقوفه صامدا فى مواجهة الأحداث وتطوراتها. تصدع الحزب أصبح حقيقة واقعة وستكون الشغل الشاغل لكل أمريكا ؛ لأنه مهما يكن التنافس السياسى إلا أنهم على مر التاريخ حرصوا على استمرار الحزبين؛ لأنه لا قيمة لحزب أو وجود له دون قوة ووجود الحزب الآخر.