بقلم - صلاح منتصر
أن تدخن هذا أمر سهل وطريقه مفروش بالمغريات. أن تتحرر من سجن التدخين هذا أمر بالغ الصعوبة لكنه ليس مستحيلا. وفى الغالب فالتدخين يبدأ بضحكة هزار.. سيجارة من أحد أفراد الشلة الذين سيضحكون عليك وأنت تكح وكلما تزايدت كحتك تزايدت ضحكاتهم ومعها تزايد شعورك برغبة التحدى. ومن سيجارة شحاتة إلى علبة سجاير تشتريها إلى دخولك سجن الإدمان.
وإدمان التدخين فى مختلف صوره سيجارة أو سيجار أو بايب أو شيشة سببه النيكوتين وهى مادة تعطى صاحبها المزاج. لكنها فى الوقت نفسه تنافس المادة الطبيعية التى منحها الله للإنسان وهى الأندروفين التى تخفف تحملك لصدمات الحياة وهمومها بتوازن وحساب دقيق.
وتشعر مادة الأندروفين بمزاحمة النيكوتين لها فتتوقف عن الإفراز وتكون النتيجة زيادة اعتماد المدخن على النيكوتين، ومن عشر سجاير يوميا مثلا إلى عشرين وثلاثين وهكذا. وبسبب احتراق التبغ يصبح على المدخن أن يبتلع مع النيكوتين الذى أصبح يعتمد عليه مادة القطران أو الزفت التى تترسب على الرئتين وتسد منافذ الهواء وتصبح النهاية معروفة.
ولابد أن يلحق المدخن نفسه قبل أن يصعب عليه الأكسجين الذى يسره الله لكل البشر، وهى رحلة ليست سهلة لأن المدخن أصبح مرتبطا بالنيكوتين الذى يوفر له مزاجه، وكى يحرم نفسه من هذا النيكوتين لابد أن يعانى صعوبة المزاج السيئ لفترة قبل أن يعود الأندروفين الذى عطل إنتاجه إلى استئناف إفرازه.
والآن هل أنت مستعد للمحاولة. لقد شرحتها لك علميا كى تعرف حقيقة رحلة الخروج من سجن إدمان التدخين. إنك ستعانى قلة المزاج عندما تبدأ رحلة التحرر وقد عرفت لماذا وأنها لفترة محدودة وأنها لن تقتلك بل على العكس ستخلصك مما هو أسوأ وأكثر عذابا.
واعرف أنك لست وحدك الذى يبدأ هذه الرحلة وأن كثيرين بدأوها ونجحوا فى دخول حياة جديدة أمتع وأجمل وأصح، وأنت أيضا تستطيع أن تفعلها وكل 9 فبراير وأنت لا تدخن.