أيام أكتوبر
آخر تحديث 22:57:01 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 28 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أيام أكتوبر

أيام أكتوبر

 صوت الإمارات -

أيام أكتوبر

عمرو الشوبكي
بقلم: عمرو الشوبكي

لم يؤثر حدث معاصر فى ضمير أجيال كاملة من المصريين مثلما أثرت حرب أكتوبر، فهو انتصار عابر للأجيال وظل محفورا فى وجدان جيل المحاربين وآبائهم وأبنائهم بصورة ربما لن يتخيلها كثيرون ممن ولدوا فى أعقاب هذه الحرب.

ورغم أن جيلى عاش حرب أكتوبر وهو فى مرحلة الصبا، إلا أنها ظلت تمثل نقطة انطلاق أساسية فى ذاكرتنا السياسية والوطنية، فعشنا أدق تفاصيل عبور الجيش المصرى لقناة السويس وتحطيمه لخط بارليف، وتفاعل الشعب مع أغان وطنية شعر الناس بصدقها لأنها عبرت عن جيش حمل قادته وجنوده المحاربون أرواحهم من أجل تحقيق النصر، وشعب دعم جيشه بلا حدود ورغبه حقيقية فى التضحية بالعمل والفعل وليس الكلام.

والحقيقة أن حرب اكتوبر أو أيام اكتوبر لم تكن فقط قضية وجدان ومشاعر وطنية، إنما كانت انتصارا لقيم العلم والتخطيط والمهنية على حساب الشعارات والهتافات الرنانة، وكانت أيضا انتصارا للصدق والبيانات الحقيقية والدقيقة محل البيانات المزيفة وادعاءات النصر الكاذبة، فكانت أيضا انتصارا للإعلام المهنى الذى دقق فى معلوماته من خلال مراسلين حربيين عظام (كان جمال الغيطانى واحدا منهم، وآخرون)، ودعم جيشه باحترام ومهنية.

إن منظومة أكتوبر مثلت نقطة فاصلة بين مرحلتين، فلم تكن فقط منظومة عسكرية جديدة ولا قادة محاربين عظاما ولا روحا جديدة بثت فى الجيش والمجتمع المصرى، إنما كانت منظومة قيم جديدة وضعت هدفا محددا وهو العبور والنصر، وهو ما لم يتحقق إلا بالعلم والصدق والعرق.

لقد اشتغلت منظومة أكتوبر على تفاصيل الصورة التى تطلبها أى حرب (وليس عمومياتها أو شعاراتها العامة)، بدءًا من الخداع الاستراتيجى، مرورًا بحل معضلة الساتر الترابى بابتكار مصرى عبقرى، وانتهاءً بتغيير شكل العلاقة بين الضباط والجنود، ودراسة أدق تفاصيل الحياة اليومية للمقاتلين، وتحسين جوانبها النفسية والمعيشية.

إن الطريق إلى أكتوبر بدأ بإعادة بناء الجيش المصرى على أسس مهنية منضبطة عقب هزيمة 67 وكما يحسب للسادات شجاعة اتخاذ قرار العبور فى 73، يحسب لعبد الناصر شجاعة تحمل مسؤولية الهزيمة وإعلانه تنحيه عن السلطة ثم عودته وإعادة بناء القوات المسلحة على أسس مهنية منضبطة وبقيادات جديدة.

إن الجيش الذى ضم «قادة محاربين» مثل المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلى والفريق الجمسى والفريق محمود فوزى والمشير أبوغزالة والشهيد الفريق عبد المنعم رياض، وعبقريا مثل اللواء باقى يوسف زكى، وغيرهم الكثير والكثير، كان لا بد أن ينتصر فى حرب أكتوبر 73.

انتصار أكتوبر لم يكن فقط نجاحا عسكريا مصريا فى مواجهة دولة احتلال أكثر تقدما وتمتلك ترسانة سلاح هائلة ودعما أمريكيا بلا حدود، إنما كانت أيضا انتصارا لمهارة إدارة «المعارك الجد» أمام عدو شديد القوة، فأخرجت أفضل ما فى القوى المصرية الكامنة، وانتصرت شعبا وجيشا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام أكتوبر أيام أكتوبر



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 10:27 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

ثعبان البحر الشفاف كائن بحري غريب

GMT 18:30 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

مُواصفات "عين دبي" أعلى عجلة ترفيهية في العالم

GMT 03:17 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

طائرة الكويت تقتنص درع الدوري

GMT 23:13 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

"جوزو" المكان الأفضل لقضاء شهر عسل مثالي

GMT 17:45 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفاصوليا الحمراء مع الطماطم

GMT 02:03 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة لحذف الأوامر الصوتية لمساعد Google Assistant

GMT 18:21 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

دراسة علمية مثيرة تشعل جدلًا جديدًا بشأن" بلوتو"

GMT 15:49 2013 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

الغناء الجماعي يجعل ضربات القلوب متناغمة

GMT 17:45 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رئيس البنك الدولي يتوقع تغيرات في أسواق العمل

GMT 07:32 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

مخرج إماراتي يكشف عن فيلم سينمائي عن "عموري"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates