بقلم - أسامة الرنتيسي
وصلني بيان شديد اللهجة من جهة عرّفت عن نفسها بأنها “الهيئة الوطنية لمقاطعة الانتخابات النيابية” تدعو فيه جماهير الشعب الأردني إلى مقاطعة الانتخابات النيابية.
قد يكون كثير مما جاء في البيان في مساحات التشخيص صحيحا، والأجواء العامة محبطة، ولا تشجع على الانتخابات، حتى جاء مقال عميق لوزير الإعلام الأسبق الكاتب الصحافي الزميل طاهر العدوان يدعو فيه إلى تأجيل الانتخابات، حتى يتم إقرار قانون انتخاب أفضل من الحالي.
لكن بعض قضايا التأزيم في البلاد جرى تبريدها، وننتظر قضية باقي المعتقلين بالإفراج عنهم قبل الذهاب إلى الانتخابات، لأنها فرصة لفتح صفحة جديدة تحتاجها البلاد في هذه الظروف.
شخصيا؛ لم أسمع مسبقا بهذه الهيئة، ولا أعلم إن كان هناك أحزاب وقوى مجتمع مدني قد قرروا مقاطعة الانتخابات، حتى جماعة الإخوان المسلمين، معلوماتي أنهم سيشاركون بالانتخابات المقبلة، وقد يغيرون اسم قائمتهم من “الإصلاح” إلى قائمة “جبهة العمل الإسلامي”.
أما الأحزاب الاْخرى القومية واليسارية فهم متحمسون للانتخابات وقد تظهر قوائم باسمهم وقد يترشح الأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق فرج الطميزة عن دائرة عمان الثالثة، مع انني لا أنصحه بذلك.
الأحزاب الوسطية منشغلة أيضا بالانتخابات وترتيب القوائم، وكذلك الوسط الإسلامي وجمعية الإخوان المسلمين..
فمن هم المقاطعون للانتخابات؟
قرار المقاطعة وعدم المشاركة في العملية الانتخابية، قرار جربته معظم القوى، وهو قرار عقيم لا ينتج شيئا في العمل السياسي.
قرار المقاطعة يحتاج إلى فعل سياسي أكبر من فعل المشاركة يُظهر في الشارع قوة المقاطعة، أما اذا كان القرار فقط جلوس في البيت، فهذه فرصة لفوز من لا يستحق على حساب من يستحق الذي سيخسر أصوات من يدعون خوفهم على البلاد أكثر من غيرهم بسبب المقاطعة.
الاسلاميون صرحوا أكثر من مرة، أن لا مشكلة لهم مع أي قانون انتخاب، مع أن لهم تصورا للقانون الأمثل.
والأحزاب اليسارية والقومية فموقفهم دائما تُجاه المشاركة، وملحوظاتهم على القانون لن تدفعهم الى مقاطعة الانتخابات.
حاجة البلاد الى الانتخابات أكثر من ضرورية، فهي علاج لحالة فقدان الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة وحتى تكون صناديق الاقتراع هي الحكم بين مَن يملك القوة الشعبية ومن يمارس الادعاء فقط.
الانتخابات فرصة للتخلص من التشخيص الخطأ لمجمل الأوضاع التي نعيش، خاصة الأوضاع الاقتصادية التي تضغط على أعصاب الدولة والشعب، ولا نجد مِن تشخيص، إلا أن “اقتصادنا دخل غرفة العناية الحثيثة” أو خرج منها، ولا أدري لِمَ يتحول رؤساء الوزارات عندنا من مهنهم الحقيقية الى أطباء وجراحين.
الدايم الله…