بقلم - علي ابو الريش
عندما يبتسم لك شخص ما، تشعر بأن زهرة في الكون، في مكان ما من قلبك، للابتسامة علاقة بالابتسامة، فكلاهما يزهران في نهر الحياة، كلاهما ينبتان في الماء، وكلاهما يشعان بين ضفتين.
الابتسامة زهرة الشفتين، والزهرة ابتسامة الوجودين، وجودك ووجود الطبيعة. كن في حضرة الابتسامة، وسوف تجد نفسك حقلاً يزهر بالفرح، ستجد الفرح يأتيك من مكان ما في روحك، لو أغلقت نافذة الابتسامة، ستجد أمامك قماشة سوداء يقال لها الكآبة.
الكآبة لا تأتيك، بل أنت الذي تذهب إليها، أنت الذي تصنع كآبتك، كما يصنع سكين الحقد، كما يصنع الكاره أعداءه. كن في الابتسامة، سوف ينزل المطر، ويروي الزهر بين شفتيك، سوف يصبح وجهك بستان زهور، سوف تصبح أنت الأرض التي تنبت الزهر.
العبوس مقبرة العلاقة مع الآخر، العبوس مكب نفايات، العبوس نخالة القمح التي ترمى في سلة المهملات. نتحدث الحب الذي أفل في زماننا، نتحدث عن جرائم القتل، نتحدث عن الموت العاطفي في العلاقة الزوجية، ولا نفهم أن أفول الابتسامة سر من أسرار الجفاف العاطفي، تلاشي الابتسامة سبب من أسباب التصحر في تضاريس العلاقات الزوجية. عندما تبدو الزوجة مثل صنبور خاو من الماء، يمتلئ قلب الزوج بحشرات نافقة. الزوج مثل برميل متفجر، يصبح قلب الزوجة بقايا إنسان مزقته النار الحامية. الابتسامة وحدها التي تزيح الغبار من الطريق، هي وحدها التي تمنع وجود الكسوف الشمسي، وتمنع الخسوف.
بعض الناس يجدون صعوبة بالغة في إبراز أسنانهم الفضية، لأن هناك قفلا صدئاً أغلق الشفتين، هناك مزلاج من كراهية صفق الباب خلفه، واختفى تحت سجادة رثة، هناك قدرة فائقة لدى بعض الأشخاص في إغلاق الشفتين، وإغلاق الطريق إلى الفرح، وإغلاق المساحة الضيقة في الروح لكي لا تدخل الابتسامة، هناك أشخاص يخافون من الابتسامة، مثل خوف الأطفال من سيرة الجن.
هناك أشخاص تعلموا كيف يبكون، ولم يتعلموا كيف يبتسمون، هؤلاء بحاجة إلى عناية خاصة، كي لا يذهبوا إلى القبر، قبل أن يغتسلوا من عفن الاكفهرار. هناك أشخاص يعانون كثيراً، لو أخطأوا في مرة واحدة وابتسموا، هؤلاء يشعرون بعقدة الذنب، كون أنهم أخطأوا وابتسموا.