نحن نعيش فى ظل أزمة صراعات محلية وإقليمية ودولية متفاعلة بقوة لها 3 سمات رئيسية:
1- شديدة التشابك والتعقيد.
2- تعانى من حالة عدم الحسم الكامل، مما يوصلها إلى أخطر حالات الصراع وهى حالة «عدم التيقن».
3- عدم وجود قوة مرجحة على أرض الصراع فى أى مستوى من مستويات الصراع محلياً أو إقليمياً أو دولياً.
باختصار إنها حالة من حالات «جمود الجحيم»
إنها حالة تهديد بالحرب، تسخين للأدوات، فرض حصار وعقوبات مؤلمة، عبارات مطاطة تغازل فكرة التفاوض ولكن بدونه.
لا أحد يعرف هل الكلام عن التفاوض لتحسين الشروط أو لفرضها أو لإطلاق سحابة دخان مراوغة للتمهيد لعمل عسكرى؟
يخطئ تماماً من يجزم بشكل نهائى أنه سلام التسوية أو حرب محدودة أو تمثيلية هدنة لتحقيق نصر داخلى يحتاجه الرئيس الأمريكى والمرشد الأعلى الإيرانى؟
هل تتفق مصالح خامنئى وترامب فى المواجهة أم فى التسوية؟
أيهما يدعم أكثر النظام؟.. فى الداخل صراع يرفع من أسهم التشدد والحرس الثورى فى طهران، أم تسوية أو «شبه تسوية» تدعم المركز الانتخابى لترامب مع حزب وكتلة اليمين الصهيونى فى واشنطن؟
كل المسائل معطلة باحتمال «فيتو» فى مجلس الأمن.
فى الملف السورى، الروس والصين تعترضان.
فى الملف اليمنى الأمريكى يعترض أحياناً والروسى تارة أخرى.
فى الملف الليبى فرنسا تعترض.
فى الملف السودانى، أمس الأول، اعترضت الصين صاحبة العلاقة التاريخية مع الخرطوم.
لا حسم عسكرى نهائى فى اليمن ولا ليبيا فى طرابلس ولا شمال سوريا، ولا فى غزة، ولا فى «دارفور» بالسودان.
صراع السلطة بين مؤسسة الأمن الداخلى والشارع ساخنة فى الجزائر والسودان، والنار تحت الرماد فى غزة ورام الله وعمان وبيروت والرباط.
نحن أمام وضع متفجر يتطلب «هندسة سياسية» واعية وذكية تعيد تجميع القطع المتطايرة من جديد.