بقلم - علي العمودي
سافرت إلى أفغانستان في مهمة صحفية بعد إطاحة نظام «طالبان» ودحر الحركة الإرهابية، هناك شاهدت مساحات واسعة وعديدة من المقابر لمقاتلين عرب غرر بهم، ودفعوا أرواحهم في حرب «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، كما يقال في التعبير الشائع.
وانتقلت إلى مدينة خوست بالقرب من الحدود مع باكستان، وحيث الفقر المدقع، وشواهد القبور في كل مكان.
وتوجهت إلى مدينة بيشاور الباكستانية، حيث كانت مراكز تجميع المقاتلين الأجانب وغالبيتهم من العرب، ومن منطقتنا الخليجية الذين كانوا وقوداً لتك الحرب، فقتل منهم من قتل -وإعدادهم بالمئات- ومن نجا كان مصيره الأسر والسجن، أو بقي مشوهاً معاقاً جراء الحرب التي تحولت من زعم «الجهاد» إلى معارك ضارية لتوزيع الغنائم بين أمراء الحرب، وفي مقدمة تلك الغنائم الحقول الشاسعة المزروعة بالمخدرات والأفيون تحديداً.
هناك تسمع قصصاً وحكايات ووقائع مؤلمة عن الخديعة الكبرى التي تعرض لها أولئك المخدوعون.
وبعد سنوات من تلك الخديعة أعيد إخراجها، ولكن هذه المرة باسم الجهاد لإقامة دولة الخلافة المزعومة، وظهرت«داعش»الإرهابية من تحت عمامة دعاة الفتن والتحريض، رعاة الغلو والتطرف المتاجرين بديننا الإسلامي السمح الذين غرروا بآلاف الشباب، وجعلوا منهم مطية لتعطشهم للسلطة والحكم والتسلط.
برزت أمامي تلك المشاهد والحقائق، ونحن نتابع مسلسل «العاصوف»الذي يتعرض لحقبة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية الشقيقة، وينسحب كذلك على مجتمعاتنا الخليجية التي هي بحاجة لمثل هذه الأعمال لتنقل لأجيال اليوم تجرؤ جماعات متطرفة على اقتحام كعبة المسلمين للاستيلاء على الحكم، وكشف انتهازية جماعة «الإخوان» الإرهابية تاريخياً، واستغلالها المواقف للوثوب إلى السلطة بأي ثمن كان ولو على جماجم الأبرياء.
قبله تابعنا مسلسل «خيانة وطن» على قنوات «أبوظبي للإعلام»، وهو يتعرض لأخطر مخطط إجرامي إرهابي استهدف نظام الحكم في الإمارات من قبل ذات الجماعة الإرهابية التي استغلت كرم الدولة والمجتمع الذي فتح لها المجال معتقداً أنها جماعة تحرص على الإسلام، بينما في حقيقة الأمر تستغله أبشع استغلال للتلاعب بالشباب لتطويعهم لخدمة مخططاتها الإجرامية والإرهابية لإرضاء رغبات مرشد الضلالة والتضليل.
محطاتنا الفضائية مدعوة للتوسع في إنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية المميزة لتنوير الأجيال بحقيقة تلك الجماعات، وهو جهد مميز يدعم حربنا الوجودية ضد الإرهاب والغلو والتطرف.
وتحية لكل من ساهم في كشف دعاة الضلالة وتعريتهم.