بعض الأفكار كغزلان برية

بعض الأفكار كغزلان برية

بعض الأفكار كغزلان برية

 صوت الإمارات -

بعض الأفكار كغزلان برية

بقلم - علي ابو الريش

بعض الأفكار مثل غزلان برية، تظل تلاحقها بينما هي ترفس الأرض، مولية الأدبار لا تغريها مغازلتك، ولا تروضها محاولاتك المضنية كي تروغ عنها الخوف. فماذا تفعل وأنت العاشق في الرياض والحياض، تجادل نفسك وتقول: ربما تخفف غزالة ما الوطء، وتحتفي بإطلالتك، وتأتيك طيعة، مهيضة، يانعة مثل ثمرات التين والزيتون، ولكن عندما تكون رمضاء القلب ملتهبة، وأشجار الروح تلف لفيفها، وتختفي خلف فراغ صحراء شاسعة، يصبح أمر اصطياد الغزلان أمراً عصيباً وصعباً، وتصبح أنت كمن يرمي سنارته في التراب كي يصطاد سمكة. تشعر بالتعب والعناء والسغب، تشعر بحالة من الضياع، لأنك اقتعدت دكتك، وجلست تتخيل كيف يمكن لفكرة نيّرة أن تقترب من هذا الرأس، وتمشط خلاياه العصبية، بمفردات أشبه بالموجة على ساحل يغتسل من الزبد ومن نفايات الزمن. والزمن أسرع من الفكرة، إنه يأتيك مثل هبة النسائم الساخنة، يأتيك محملاً ببعض الغبار، ثم يلقي بجسده عند ركبتيك، ويقول: أي هي الفكرة التي يمكن أن تغسل أدران العالم، وتنظف شواطئ الكرة الأرضية من الضجيج، ليهنأ العالم بالسكون، وينعم بالحب.
الكثير من الناس يشعر بالضيق لمجرد سماعه كلمة الحب، ويقشعر بدنه، إلى درجة أنه يرجف جفنيه ممتعضاً، مكتئباً، ساخطاً، وكأن الطير ينهش من جمجمته. فيا ترى ما هي الفكرة الكريمة الحليمة التي يمكن أن تزيل عن وجه العالم سحن الانقباض، وتشذب المشاعر الخشبية، وتلقي بالنشارة في حفر عميقة، بحيث لا يرى لها أثر ولا قبر. أي فكرة هذه منعّمة بالقدرة الفائقة، تستطيع إزالة الشعاب من طريق الناس، كي يصلوا إلى منطقة معشوشبة بالحب، مزدهرة بالعطر، مكتنزة بمشاعر لا يكسوها غبار، ولا يشوبها سعار، أي فكرة هذه لها سحر الجلجلة، تستطيع أن تجلل العالم بتيجان الفرح، وأوسمة الحب، حتى لا يلعننا من سيأتون من بعدنا، ويقولون: هذه قبور من شوهوا وجه الحياة، فابصقوا عليها. أي فكرة خرافية هذه تستطيع أن تغير قاموس لغة التشويه، والتسويف، والتحريف، والتجريف، والتخريف، والتخويف، والتجديف، أي فكرة هذه التي تأخرت كثيراً، ولم يبق من الزمن إلا دقائق كما أظن، وما زلت أنتظر وأنتظر، ولعل وعسى يصحو العالم على فكرة تبدو مثل سحابة ممطرة ينبت بعدها عشب الحب، وتترعرع أشجاره، وتزهو غزلانه بربيع غير الربيع العربي.

المصدر :

صحيفة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض الأفكار كغزلان برية بعض الأفكار كغزلان برية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates