غرور العقل المزهو بنفسه
آخر تحديث 17:16:18 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

غرور العقل المزهو بنفسه

غرور العقل المزهو بنفسه

 صوت الإمارات -

غرور العقل المزهو بنفسه

بقلم : علي أبو الريش

هل العقل وليد الضمير، أم أن الضمير منتج عقلي؟ الحديث عن الأسبقية في هذا الموضوع الجدلي، يبدو مثل الحديث عن أيهما أسبق في الوجود الابن أم الأب، الأمر الذي يضعنا أمام لحظة راهنة في حياتنا، ففي مسألة السؤال عن الأسبقية، مرت البشرية منذ عصور غابرة في محك هذا السؤال بين المعَ والضد، وعلى كل حال لا يبدو الأمر طلسمياً، كما يعتقد العقل المراوغ، بل إن الفلاسفة أمثال هوبز، وجون لوك، ثم بعد ذلك نيتشه، وجون ستيوارت ميل، وحتى عالم النفس الجليل سيجموند فرويد، حددوا المبدأ الحاسم ربما لشكل الضمير، فبعد أن كان هذا الضمير في عهدة السماء من وجهة نظر الكنيسة، أصبح الضمير في وجهة نظر فلاسفة التنوير هو من صنيع الذات الفردية لدى نيتشة وفرويد، أو هو من نتاج القيم المجتمعية من وجهة نظر لوك وهوبز، وكل تناوله بطريقته، مع الاقتراب من المبدأ الأساسي، فالضمير المعذب، والشاك لدى نيتشه، هو نفسه الضمير الوحشي لدى فرويد، وهو أيضاً نفسه الضمير القائم على البنى الاجتماعية التي تضعه في مقابل الذات الفردية، ونخلص من هذه التعارضات أن هناك كائناً نائماً، وأحياناً يقظاً اسمه الضمير، هذا الكائن هو المحكم، وهو الشاهد على أفعالنا، والسؤال الآن هو، ما الذي يجعل من هذا الضمير يسمح، أو هو الذي يرتكب الكثير من الأفعال الشنيعة، دون أن يرف له جفن، ثم ما الذي يجعل هذا الضمير نفسه يؤنب ويعذب ويكرب، ويكذب أحياناً ويخاتل، ويجادل ويقاتل، أي أنه يقوم بكل هذه الأفعال المتناقضة في لحظات زمنية متوالية، وقريبة إلى حد ما؟ الإنسان كائن مزدوج الأفكار والمشاعر، وهذا ما يجعله يعيش الشقاء مهما بذل من حروب لأجل كسب السعادة، إنه المخلوق الوحيد الذي منح فطرة البكاء والضحك، ولذلك فهو امتلك قدرة المراوغة والجدل والاحتكاك بالممكن والمستحيل، ما يجعله الفراشة الحائرة تحت وطأة الريح، وهو الملاحق بمخلب الأسئلة المبهمة والرغبات العارمة، ويبقى الضمير بأي حال من الأحوال صنيع كل هذه المتناقضات، ومهما بلغ بالعقل من نباهة يبقى عاجزاً عن تفسير البذرة الأولى لتكون الضمير، كونه يحمل جينات كل هذه المتناقضات الدينية والدنيوية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
  نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرور العقل المزهو بنفسه غرور العقل المزهو بنفسه



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 12:39 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:42 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 23:26 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التوصُّل لـ15 قطعة أثرية عمرها 2000 عامًا في قاع البحر المتوسط

GMT 11:08 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حسن الرداد يستعد لبدء تصوير فيلم جديد مع المنتج أحمد السبكي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates