الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف

الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف

 صوت الإمارات -

الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف

بقلم:عمار علي حسن

يمكن وصف ما جرى فى الإعلام خلال السنوات الأخيرة بأنه «ثورة إعلامية»، تضاف إلى الثورات الناعمة التى يشهدها العالم، والتى تغيرنا من دون إراقة أى قطرة من دم. ولهذه الثورة سمات عدة هى:

1- توسيع المشاركة الشعبية فى صناعة الإعلام، بما جعلنا نشهد ما يمكن أن يسمى بـ«المواطن الصحفى»، إذ بوسع أى شخص أن يكتب ما يشاء ويبثه على الإنترنت فى موقع خاص أو مدونة أو حتى فى تعقيب على مقالات الكُتاب، وأخبار وتقارير وتحليلات وتحقيقات الصحفيين. وهذا الاتساع حقق كل ما حلم به مَن كتبوا منذ عقود عن «مسرح المقهورين»، متخيلين ومطالبين بأن يشارك المتفرجون فى صناعة النص المسرحى وتمثيله.

2- تعزيز الفردية، التى تتغول دومًا بفعل التقدم التقنى وتغير بعض أنماط وطرائق المعيشة، فمثلًا أدى اختراع الطباعة وتقدمها إلى إنهاء التجمعات البشرية، التى كانت تتحلق حول شخص يقرأ لهم مخطوطًا، وبات بوسع كل شخص أن يقرأ كتابه مختليًا بنفسه، كما أدى اختراع الساندويتش إلى انصراف أفراد الأسرة عن التجمع لتناول الوجبات اليومية المعتادة، وعلى المنوال نفسه فإن الإنترنت ستزيد من عزلة الفرد عن المحيطين به مباشرة من أفراد الأسرة والأصدقاء والرفاق.

وتعيد دمجه فى «مجتمع افتراضى»، ليصبح له أصدقاء من شتى أرجاء المعمورة قد لا يرى وجوههم أبدًا، لكنه يتواصل معهم ويقضى بصحبتهم ساعات طويلة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى. ومثل هذا الوضع قد يعيد فى المستقبل تشكيل الهويات والانتماءات.

3- إعطاء دفعة قوية لاقتصادات المعرفة، فإذا كان النفط قد لعب دورًا حيويًّا فى الثورة الصناعية، فإن عالم الرقميات ستكون له اليد الطولى فى الطفرات الاقتصادية الحديثة، التى تسعى جاهدة إلى الاعتماد على بدائل جديدة للطاقة، وإلى إنتاج سلع جديدة، لم يعرفها العالم من قبل.

4- يؤدى الإعلام الجديد بالتتابع إلى تعزيز الحريات الثلاث حول التفكير والتعبير والتدبير، إذ إنه يساعد الناس على الاطلاع على ما يجرى فى مختلف أرجاء المعمورة من طقوس وطرق تفكير وتصرف، وتفتح أمامهم بابًا وسيعًا ليعبروا عن آرائهم.

5- الإفراط فى استخدام الإعلام كركيزة أساسية فى السجال العقائدى الذى يدور فى العالم أجمع، ولاسيما بعد أن صار الدين يشكل عاملًا بارزًا من عوامل الصراع الدولى الراهن، بفعل إذكاء الولايات المتحدة لمسار «الإسلاموفوبيا» فى سياق بحثها عن عدو عقب انهيار الاتحاد السوفييتى، من جهة، وطرحها فكرة «الفوضى الخلاقة»، التى تقوم على إشعال النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، من جهة ثانية، وتعزز قدرة التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية على استخدام الشبكة العنكبوتية فى التجنيد والتعبئة والدعاية والتحريض وتوجيه أتباعها نحو أهدافهم، من جهة ثالثة.

ومع تغول العولمة وعودة الاستعمار التقليدى، بعد أن ظنت الأغلبية من علماء السياسة أنه قد ذهب إلى غير رجعة، يتصاعد دور الإعلام فى المقاومة، وتتناسل أيضًا مواقع على شبكة الإنترنت لبعض الجماعات والتنظيمات والحركات المناوئة للولايات المتحدة، عبر العالم، سواء كانت دينية أم يسارية.

6- لأى ثورة ضحايا، وقوى مضادة لها، ما يعنى فى هذا المقام التطرق إلى مصير الإعلام القديم أو التقليدى، الذى أصبح فى تحدٍّ واضح. والنظر بإمعان إلى الصراع بين الجديد والقديم فى مجال الإعلام يَشِى بأن الوسائط الجديدة ليس بوسعها أن تهيل التراب على القديمة تمامًا، فنظريات التحديث على اختلافها تُنبئنا بأن القديم لا يموت كله، وتؤكد فى الوقت ذاته أن القديم لا ينطوى دومًا على شرور أو نقائص يجب التخلص منها، بل إن بعضه أجدى للناس من أشياء جديدة. وقد ظن بيل جيتس أن الصحف الورقية ستختفى تمامًا عام 2018.

لكن الأمر الواقع جعله يُعيد النظر فى رأيه، ويعترف أنه لا يمكن أن يقطع بشىء خاص بمستقبل لا يراه، ولا يلم بقوانينه وظروفه كافة. ومَن ظنوا أن القراءة على الإنترنت ستؤدى إلى اختفاء الكتاب المطبوع عادوا لينتجوا كتابًا إلكترونيًّا على شاكلة الكتاب الورقى، يمكن أن يصطحبه القارئ إلى مخدعه، ويستمتع بقراءته تحت ضوء حميم. وعلى التوازى زاد توزيع الكتاب المطبوع، ليصل إلى أرقام غير مسبوقة، نرى مثالًا لها فى رواية «هارى بوتر»، التى وزعت حتى الآن نحو تسعين مليون نسخة بلغات عدة، ورواية «الخيميائى» للأديب البرازيلى باولو كويليو، التى وزعت نحو ثلاثين مليون نسخة.

إن البعض انساق وراء الثورة الجارفة للإعلام الجديد، وظن أن المطبعة ستدفن مع مخترعها الألمانى يوحنا جوتنبرج حين تحل ذكرى مرور أربعة قرون على وفاته عام 2048، أو توضع فى المتحف برفقة الفأس البرونزية، لكن الأمور تسير عكس هذا الخط البيانى المتوهم، وتثبت أنه من الخطأ الجسيم أن نخلط خلطًا ظاهرًا بين «الآلة» و«السلعة»، فالآلة المتطورة تنسخ أختها المتخلفة أو تلغيها كلية، لكن السلع الجديدة لا تلغى القديمة.

إذ لا يزال الناس يستهلكون سلعًا كانت البشرية تستهلكها منذ آلاف السنين. والجريدة وكذلك الكتاب هما من صنف السلع، وليسا من طرز الآلات، ومن ثَمَّ فهما باقيان معنا سنوات طويلة، لكن عليهما التكيف مع معطيات ومتطلبات مجتمع المعرفة، ولاسيما فى مجال القابلية للحمل، والمحتوى، والعائد الدائم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف الإعلام الجديد وتغيير الأفكار والمواقف



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 10:51 2025 الجمعة ,03 تشرين الأول / أكتوبر

اسرائيل تستهدف البنية المدنية المرتبطة بحزب الله

GMT 12:23 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة المغربية لبنى الحاج تؤكد أن الشموع روح الرومانسية

GMT 15:03 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

ولي عهد دبي يشهد تخريج دفعات جديدة من جامعة حمدان

GMT 04:23 2015 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

أحمد آدم يستعد لموسم جديد من مسلسل "القرموطي"

GMT 18:31 2013 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

مهرجان "الخط العربي" يعرض لوحة نادرة للفنان محمد حسني

GMT 05:19 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان النارية والمشرقة والمبهجة لموضة موسم خريفي دافيء

GMT 12:23 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة الرئيس الأميركي تتعرض لانتقادات شديدة بسبب منشور

GMT 20:47 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروبات ساخنة بالشوكولاتة لليالي الشتاء

GMT 17:54 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة تنظيف الرموش الاصطناعية وإعادة استخدمها

GMT 06:07 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس في البحرين حسن وضباب خفيف خلال الليل

GMT 03:43 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قطر عراب الفوضي" تبحث التصدى لمخططات الدوحة في البحرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates