بقلم : محمود سلامة الهايشة
بحلول النصف الثاني من شهر يوليو من كل عام، لا يشغل بال المجتمع المصري سوى ظهور نتيجة الثانوية العامة، فلا يوجد شارع من شوارع مصر إلا وتجد فيه طالب أو أكثر كان بالثانوية، ومع الزيادة السكانية فلن تجد شخص إلا ويعرف طالب أو بيت به أحدا بالثانوية العامة، سواء أكان جار أو قريب أو ابن زميل بالعمل...الخ.
بالطبع جاءت امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي2015 / 2016، والذي كان يقام في أجواء شديدة الحرارة بالتزامن مع صيام الطلاب شهر رمضان الكريم للعام الهجري 1437ه، كانت تتسم السخونة داخل وخارج اللجان، داخل وخارج وزارة التربية والتعليم، امتحانات اتسمت بتسريب اسئلة الامتحانات قبل انعقادها، بل وتسريب نماذج الإجابة، إلغاء امتحانات أدائها الطلاب ثم إعادتها بعد عدة أيام، لذا استمرت الامتحانات لمدة شهر كاملة وهو شهر الصوم!
خلال حواره مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة "CbC"، الجمعة 24 يوليو 2015، قال الخبير الاقتصادي د. صلاح جودة: "إن 38% من أوائل الثانوية العامة خلال العقدين الماضيين، تركوا كلياتهم كونها لا تناسبهم، أن مصر بحاجة لتغيير منهج التعليم، وإلغاء بند التعيين لأبناء العاملين، أن مصر تحتاج تخصصات الزراعة وهندسة السفن وهندسة الموانئ، أن التعليم يجب أن يلبي احتياجات سوق العمل بمصر وخاصة المشروعات الكبرى".
وعلى الجانب الآخر، يقول خبير التنمية البشرية "إيهاب ماجد": "إن الكفاءة تغيب عن خريجي كليات القمة، وأن طلاب الثانوية يحتاجون إلى امتلاك الثقة في اختيار كلياتهم، وتحديد رغبتهم المبنية على قدرات حقيقية".
وعلى الرغم من حدوث أكبر عملية تسريب لامتحانات الثانوية العامة منذ إنشاء نظام التعليمي المصري، ألا أن نسبة النجاح لعام 2016 كانت 75.7% وهي أقل من العامين السابقين، حيث كانت في عام 2015 (79.4%)، وعام 2014 (76.6%)؛ وهذا يعني عدم تأثير التسريبات على رفع نسب النجاح.
وقد تفوقت البنات على البنين سواء في نسب النجاح الكلية على مستوى الجمهورية حيث بلغت نسبة نجاح البنات 76.7%، بينما كانت نسبة نجاح البنين 74.4% أي أقل من النسبة الكلية لمجموع للاثنين. وعن عدد أوائل امتحانات الثانوية العامة والذي بلغ 93 طالبا لجملة الشعب، موزعين 54 من البنات، و49 بنين.
وكان 88 طالبا من الأوائل من مدارس حكومية رسمية، و5 فقط من المدارس الخاصة. وكان توزيع الأوائل جغرافيا على مستوى محافظات الجمهورية كالآتي: الإسكندرية 2، القاهرة 13، الجيزة 5، كفر الشيخ 6، الشرقية 4، الإسماعيلية 1، قليوبية 4، سوهاج 5، بني سويف 3،الفيوم 1، الدقهلية 12، المنوفية 12، البحيرة 2، الأقصر 1، الوادي الجديد 4، أسيوط 1،أسوان 1، غربية 7، منيا 8، قنا 1. وإن عدد طلاب الثانوية العامة الذين يدخلون امتحانات الدور الثاني وصل إلى 117 ألفا و87 طالبا وطالبة من إجمالي عدد الطلاب.
وجاءت نسب فئات الناجحين طبقا للمجموع كالتالي:
نسبة 100% (صفر%) لم يحصل أي طالب عليها؛ من 95% إلى أقل من 100% (15.88%)؛ من 90% إلى أقل من 95% (18.07%)؛ ومن 85% إلى أقل من 90% (16.77%)؛ أي أن الطلاب الحاصلين على تقدير (ممتاز) بمجموعة من 85% إلى أقل من 100% (= 15.88+18.07+16.77=50.72%)، أي أن أكثر نصف طلاب الثانوية العامة لعام 2016 بقليل حصلوا على تقدير "ممتاز".
بينما من حصلوا على مجموعة من 80% إلى أقل من 85% (15.21%)؛ ومن 75% إلى أقل من 80% (12.96%)؛ إذا من حصلوا على الثانوية العامة بتقدير (جيد جداً) يمثلون نسبة 28.17% من مجموع الطلاب الناجحون.
أما الحاصلون على تقدير (جيد) أي ما بين 65% وحتى أقل من 75% يمثلون (=9.94+6.96=16.9%). وفي النهاية من نجحوا بتقدير مقبول أي الحاصلون على مجموعة ما بين 50%وحتى أقل من 65% كان مجموعهم (=3.22+1.36+0.30=4.88%)، أي أقل من 5% فقط من مجموع الطلاب الناجحون في الدور الاول للثانوية العامة لعام 2016 هم من حصلوا على تقدير "مقبول".