بقلم: يسار خصاونة
عبارة "الجمهور عايز كده" اشتهرت كثيرًا عند الفنانين المصريين، منذ سبعينات القرن الماضي لتعليل تفاهة وسقوط الدراما المصرية، في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، اعتقادًا منهم أن الجمهور يريد "التهريج" لينسى أوجاعه، وينسى ما يعانيه من ظلم، وانسحبت هذه العبارة على جميع أنواع الإبداع الشعري والرواية والقصة والأغنية، وصار على المغنية أن تكشف عن مفاتنها للجمهور، وعلى المغني أن يرقص كالقرد أمام الجمهور، وهذا الأمر سمح للحكام وأصحاب القرار أن يتمادوا في تغافلهم وفسادهم، وشجعهم ذلك على شراء الأقلام التي تكتب تحت هذه العبارة الكثير من "التهريج"، وسخافات العدد الكبير من الكتاب والشعراء المُطبلين والمزمرين في جوقة أصحاب القرار.
وأصبحت الكلمات الجادة التي ترصد وجع الناس هي ذاتها وجعًا للجمهور، ومن هنا ذهب مفعول الكلمة وذهب دور المصلحين والأئمة، وانغمسنا في اللهو الحكائي واللهو التلفازي حتى في شهر العبادة، في رمضان. لا أريد الكتابة أكثر في هذا الموضوع، ولكن أتمنى أن تعود حواراتنا أكثر جدية وقراءتنا للقرآن أكثر تفهمًا ووعيًا، حتى لا يبقى الجهل مقدسًا ومزامير الحمقى تملأها الثقوب.