أبناءنا والأزمة الاقتصادية

أبناءنا والأزمة الاقتصادية

أبناءنا والأزمة الاقتصادية

 صوت الإمارات -

أبناءنا والأزمة الاقتصادية

بقلم - هبة إبراهيم

 لا تنجو أي أسرة تقريباً علي مختلف الطبقات الاقتصادية و الاجتماعية من التعرض لأزمة اقتصادية ولو بنسبة من النسب . ويقع الضغط الأكبر علي الوالدين بصفتهما المسؤولين عن الأسرة , ولكن لن ينجو أيضا الأبناء من هذا الوضع المتوتر في الأسرة وحتي إذا حاول الأبوان إخفاء الموقف الاقتصادي عليهم.

ويعتمد مرور الأزمة الاقتصادية للأسرة بدون ترك آثار سلبية علي الأبناء علي طريقة إدارة الوالدين للأزمة .

فهناك بعض الآباء والأمهات يميلون لمصارحة أبناؤهم ذوى الأعمار الصغيرة بأنهم ليس لديهم ما يكفي من المال لتلبية احتياجاتهم .

والجدير بالذكر أنة يحدث ذلك في كل المستويات و الطبقات اعتقاداً منهم أن أطفالهم يجب أن يشاركوهم الأزمة وأن يعلموا أن الحياة ليست دائماً كما نرغب ظانين بأن هذه الطريقة ستربي رجلاً متحملاً للمسؤولية يعلم قيمة ما يقتنيه و ما يرغب فيه ولكن أثبتت الدراسات عكس ذلك , فكما ذكر د.سبوك في كتابه "دليل الوالدين لتنشئة الأطفال" في باب الضغوط و الصدمات النفسية بأن الجسم يتعامل مع المواقف التي تشكل تهديدا بفرز هرمونات الضغوط والتوتر مثل الأدرنالين و الكرتيزون وفي مستويات معينة فإن هذه الهرمونات تتسبب في إطلاق رد فعل يطلق عليه "اهرب أو قاتل" و يتوفق ذلك علي شخصية الطفل و مدي تأثره بالمواقف.
ولنعلم أن نقل حقيقة عدم القدرة علي تلبية الاحتياجات للطفل فيه نقل لبعض الشعور بعدم الأمان, فما يحدث له من رد فعل "اهرب أو قاتل" يمكن أن يكوٌنا كارثة نفسية للطفل تظل معه طوال حياته , وأكم من الحالات لأطفال لجئوا الي السرقة أو الانطواء و الحزن وأحياناً الاكتئاب ونري أيضا بالغين قد تأثروا في كبرهم بمشاكل قد تكون مزمنة بسبب هذه الطريقة.
لكن هناك طريقة للآباء و الأمهات المقتنعين بضرورة مشاركة أبنائهم لهذه الأزمة, ويحدث ذلك علي مرحلتين الأولي للتمهيد و الثانية لطرح النقاش و سبل الحل .
بداية يجب أولا تمهيد الوضع الجديد عن طريق
الحديث عن الاعتدال في النفقات.
إعادة ترتيب أولويات الانفاق.
زرع مبدأ أن السعادة و الأمان غير مقترنين بالمستوي الاقتصادي.
و في هذه المرحلة لا يتم ذكر الأزمة و ما يترتب عليها من تجنب النفقات الترفيهية .
بعد مرور هذه المرحلة التمهيدية بأمان تبدأ المرحلة الأكثر جهداً, وهي مرحلة إيجاد طرق للخروج من هذه الأزمة و البحث عن مصادر لتنمية موارد الأسرة, و يجب إتاحة الفرصة للأبناء لمناقشة الحلول المطروحة حتي يطمئن قلبهم بأنه مجرد وقت وسنتغلب سوياً علي هذا الوضع و حتي لا يأخذهم التفكير لحلول قد تكون خاطئة.
قطعا هذه النقاشات و المصارحة لا يصح أن تحدث في سن ما قبل العاشرة و لكن يكون إدارة الموقف مع الأطفال دون العاشرة عن طريق البحث عن بدائل أقل تكلفة لاحتياجاتهم أو البعد عن أماكن بيع الألعاب و الحلوى الباهظة الثمن بحجج مقبولة كقول "سوف نذهب لاحقا" أو "سنقوم بصنع الحلوى سوياً لقضاء وقت أسري ممتع و تناول حلوي أكثر أماناً" أو شراء الألعاب الرخيصة الثمن من فترة لأخري.
ويمكن أيضا استبدال الفسح المكلفة ببديلتها الأقل تكلفة كالخروج للنزهة بالحدائق المفتوحة و تحضير الطعام بالمنزل و تناوله بالخارج واللعب بالألعاب الجماعية كالكرة أو الحبال أو مسابقات الركض, ويكون ذلك بدلا من الخروج في المولات التجارية واللعب في مدن الملاهي المكلفة و تناول الوجبات الجاهزة في المطاعم.
و لنعلم جميعا أن نجاح الغرض الرئيسي من الفسح وهو ادخال البهجة والسعادة لجميع أفراد الأسرة لا يكون بمقدار الانفاق و لكن بمدي تواصلنا الايجابي مع أبنائنا.
و لنتذكر أن هذه الأمانة التي رزقنا الله بها لا يد لها في أي أزمة نمر بها فأرجوا عدم تحميلهم مالا طاقة لهم به عن طريق المعاملة الجافة أو العصبية.
فنصيحتي لكل الآباء والأمهات املؤوا منازلكم بحسن التواصل سويا و مع أبنائكم لتعم منازلنا روح الرضا و السعادة و الحب.
حمى  الله بيوتنا من كل شر وحزن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبناءنا والأزمة الاقتصادية أبناءنا والأزمة الاقتصادية



GMT 07:21 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الإصلاح الاقتصادي ..والطبقة المتوسطة

GMT 07:16 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

التضخم …آفة مهلكة

GMT 07:10 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 07:08 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري؟

GMT 07:05 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 15:02 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

التقشّف ضرورة وليس خياراً يبحث عن شعبية

GMT 23:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates