بقلم :الكاتب مفلح العدوان
حين صار المعلم رجلا ذو كلمة مسموعة.. فرحنا!!
قلنا: سيكون الخلاص على يديه. وكان معنا في الجامعة رفيقاً واستاذا وصاحب دار!!
يوم التقانا قال: نحن لم نبدأ عدّ الايام بعد، ابنائي، اقبضوا على جمر الكلمات، أنتم الآن قبل اليوم الأوّل، ورفع جفون عيوننا واضعا امامها قصص زكريا تامر.. قال: اقرأوا "يا ايها الكرز المنسي"، وحين تصبحون رجالا ذوي كلمة مسموعة لا تنسوا كرز قُراكم ولا تكونوا مثل عمر القاسم.. انتم ما زلتم قبل اليوم الاول.
كان نمراً لم نَتَوقع أن يُرَوِّضوه!! وكان استاذنا ايضاً.. حينها (رحمه الله على ذلك الحين) اكمل قائلاً: لا تكونوا نسّايين للكرز الذي تحبون بعد اول زغب ريش ينبت على اجنحتكم!! وفرحنا به.
وبدأنا العد.. اليوم الاول.. ثم الثاني.. بعد ثالث يوم تغيّر صوته, وتقاسيم وجهه، وابتسامته تغيّرت.. حتى نوع سجائره تغيّر.. وصار يصلي الى قبلة أخرى وما عدنا نعرفه..
في اليوم العاشر اعدنا قراءة زكريا تامر.. كان استاذنا قد اخفى عنا قصة "النمور في اليوم العاشر" وكان استاذنا نمرا خسرناه .. صار جزءا من العصا، وصار حارس القفص.