الرياض ـ وكالات
شكلت الثورة المصرية مادة دسمة للكتاب والصحافيين والباحثين، حيث تناولها كل كاتب برؤيته، كما هي لدى الكاتب والشاعر والإعلامي السعودي عبد الرحمن بن سليمان الطريري، الذي أصدر كتابا بعنوان «موسم الهجرة إلى كايرو»، عن دار «كنوز» للنشر والتوزيع.
و«كايرو» هو الاسم الأجنبي للقاهرة، واختاره المؤلف لإعطاء مسحة من السخرية لموضوع تهافت الدعاة لزيارة القاهرة وإلقاء الخطب المنبرية وإقامة الندوات الجماهيرية هناك. وعنون هذا القسم بعنوان: «موسم الهجرة إلى كايرو»، وهو العنوان الذي أصبح وسما للكتاب برمته، معتبرا في هذا السياق أن هذه الهجرة (حيلة ذكية لإشغال الإعلام وإشغال الشعب بها تمهيدا للتجهيز للانتخابات البرلمانية).
والكتاب يرصد الثورة من قبل أن تحدث بأيام، وصولا إلى عامين بعد الثورة، وهما عاما المخاض المهم للثورة وما أعقبها، وتنقسم إلى ثلاث فترات، فترة حكم المجلس العسكري منفردا، ثم فترة حكم المجلس العسكري مع مجلس شعب «نواب» يتولى السلطة التشريعية، وصولا إلى الفترة الثالثة وهي الأشهر الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي.
ويرى المؤلف أن ما ميز ثورة مصر عن باقي الثورات العربية، عدا سلمية الثورة وقصر مدتها، التعداد السكاني الكبير لمصر، وما تمتلكه من مكانة وقدرة إعلامية، مما جعلها أكثر الثورات التي سلط عليها الضوء، كما أن مصر هي الدولة الوحيدة التي كانت تحكمها مؤسسة الجيش منذ نصف قرن، وكان السؤال مطروحا في البدايات: هل هي ثورة على مبارك، أم ثورة على ثورة يوليو 1952؟
ويرى المؤلف أيضا أن لمصر ميزة أخرى، إذ إنها مهد جماعة الإخوان المسلمين، وكان لتجربة دخول الإخوان للسياسة من الباب الواسع إضاءات كبيرة، فقد بدأ الإخوان وجماعات إسلاموية سرية عدة بممارسة عمل سياسي كامل، بل حتى السلفيون الذين يقولون بالولاء المطلق للحاكم، وبحرمة الديمقراطية وبالجزية على الأقباط، أسسوا جميعا أحزابا سياسية، ونافسوا على مقاعد البرلمان، ورأيناهم وهم يشاركون في صياغة الدستور، وكانوا أيضا نجوم الفضائيات بلا منازع.
إن ثورة مصر، كما يقول المؤلف، «كانت ثورة إسقاط الخرافات، فلا النظام الأمني كان من القوة التي تستطيع منع ثورة، ولا الجيش تمسك بقائده الأعلى مبارك، كما أنها ليست ثورة جياع، وإنما وبالعكس كانت ثورة شباب الطبقات المتوسطة والشبكات الاجتماعية».
أرسل تعليقك