رشا أحمد شاعرة الذات الأنثوية في كتاب في ذات العشق
آخر تحديث 20:40:07 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رشا أحمد شاعرة الذات الأنثوية في كتاب "في ذات العشق"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رشا أحمد شاعرة الذات الأنثوية في كتاب "في ذات العشق"

عمان ـ وكالات

في الكتاب الأول للشاعرة المصرية المقيمة في عمان رشا أحمد، «في ذات العشق»، ولعٌ بالذات، التي تحضر في السطور والكلمات على نحو لافت. أعني هنا بالذات انتباهَ القصيدة لأتونها الأساس الذي تعتمل داخلَه، فيعيد تشكيلها وتظهيرها على النحو الذي نقرأه بعد ذلك. في مجموعة رشا أحمد «في ذات العشق» (الجمعية العمانية للكتاب والأدباء – منشورات دار فضاءات – عمانالأردن – 2013) قصائد «هادئة»، تتكئ أولاً وأساساً على الصورة الشعرية التي تبني المشهد وتؤثثه بالمعنى على نحو لافت. هي قصائد تستدرج الذاكرة لتبوح بلغة مباشرة –غالباً–، نراها في سياقات قصيدة النثر وتركيبها حارّةً ومفعمة بأريج أنثوي خاص، حــسبه أن ينحت لاحقاً صوتها الفردي الخاص. نتحدث هنا عن تجربة أولى تتجاور مع رصيد شعري بات غنياً ولافتاً في عمان، التي قدّمت عدداً من الأسماء الشعرية البارزة، لعل أشهرها وأكثرها أهمية سيف الرَّحبي، مثلما قدّمت ولا تزال شاعرات ساهمن بقسط لافت أيضاً في قصيدة النثر العربية. الأمر يتعلق أيضاً بحساسية مختلفة تقع في المساحة الأجمل لشعر يعيش ويتنفس من عفوية لم تعد تتوافر بكثافة في مناطق عربية كثيرة باتت تنحو نحو صور عيش اجتماعي أقرب للتمدن الفوضوي الذي تخلقه العشوائيات والمدن الملتبسة: «الكحل/ العتمة التي نكفن بها حزن العين». التكثيف هنا ليس أسلوباً «عاماً» بقدر ما هو استجابة فنية لكثافة القول والصورة: سأقول عن هذا إنه خيار المشهد لشكل حضوره في اللغة والكلمات والجمل، وهو أيضاً خيار ينتبه لواحدة من أبرز ميزات قصيدة النثر وأكثرها شاعرية، وأعني: التخلص من الكلام الفضفاض والزوائد التي تنتمي للسرد أكثر من انتمائها للشعر. في قصائد هذه المجموعة الأولى، تكتب رشا أحمد من مناخ مغاير وبلغة مغايرة، فتعثر على ائتلاف القصيدة الشعرية مع جماليات لعل أولى مفرداتها بساطةً التعابير التي تستجيب بصورة أكبر للعفوية بمعانيها وأشكالها الإيجابية. القصيدة عند رشا أحمد لون من بوح أنثوي يذهب مباشرة في اتجاه الحبيب–الرجل، وهو بوح يكتسب -بهذا- حرارة وصدقية تمنحان الشعر طلاقة أشد وعذوبة أجمل: «لو أنني أمتلئ بك/ حدَّ الغرق في تفاصيلك/ فأنكرني/ مكتسية ذاتك/ حتى لا أنأى/ عن العشق». ثمة وجد يزدحم بانتباهات قصوى لبلاغة الصورة: الصورة الشعرية هنا رسم شبه حسّي لوقائع تنجح في الإفلات من أسر الفكرة المجرَّدة بما تلقيه على الشعر من أثقال، والشاعرة تنجح في تحقيق ذلك بلياقة تجعل قصائد المجموعة تتجاوز عثرات البدايات وتلكُّؤَها الخجول عادة على أبواب الشعر. لعل كثيراً مما نشير إليه يبدو واضحاً في الإفلات من «السردية النثرية»، التي أصبحت، أو تكاد، إحدى مآزق القصيدة النثرية العربية بعد عقود طويلة من التجريب والإنجازات الإبداعية اللافتة على أيدي روادها، كما على أيدي عدد بارز من شعرائها اللاحقين. هنا بالذات يليق بقصائد رشا أحمد الإصغاء والنظر بالعينين: في الحالتين، يمتعنا أن نسمع ما يشابه الغناء، ولكن يمتعنا أكثر أن نحدّق في القصائد لنتبع «الرسم بالكلمات» لو جاز لنا أن نستعير من الراحل نزار قباني. الشاعرة الشابة رشا أحمد تكتب الشعر من حالة وجد خاص، لعله لا ينسى في حرقة البوح فنيات الشعر وانتماءه للفن أولاً وقبل أي اعتبار آخر، مهما يكن ذلك الاعتبار.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشا أحمد شاعرة الذات الأنثوية في كتاب في ذات العشق رشا أحمد شاعرة الذات الأنثوية في كتاب في ذات العشق



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
 صوت الإمارات - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صفوت يتصدر اللاعبين العرب في التصنيف العالمي للتنس

GMT 02:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سجناء دواعش لدى "قسد" يكشفون طرق عمل الخلايا النائمة

GMT 01:44 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تألقي بأجمل الاكسسوارات الفاخرة والمميزة لشتاء 2019

GMT 12:39 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

مقتل 3 أشخاص في غرق قارب في الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates