القاهرة ـ وكالات
يلعب الشاعر محمود قرني في ديوانه «لعنات مشرقية» على ظلال الحكاية، التي يستلها من عباءة الميثولوجيا، وفي أعلى تراتبها الفني ونزقها الإنساني، وذلك من خلال كتاب «ألف ليلة وليلة».ولأن منطقة الظلال بطبيعتها منطقة رخوة غير مكتفية بذاتها، فوجودها دائما معلق بالآخر.. بحركة العناصر والأشياء، وتنوع طرائق تشكلها، وتغير مدارات ثباتها وفعاليتها.. الأمر الذي وفر مساحة من المرونة والحيوية للنص وظفها الشاعر بحنكة واقتدار، في حوارية سردية شيقة، لم تفقد جاذبيتها عبر صفحات الديوان المائة والخمسَ عشرة.. بل إن ظلال الحكاية بلدائنها المختلفة أضفت على الديوان مسحة مسرحية، فبدا النص، خاصة في القسم الأخير، وكأنه خشبة مسرح غير مرئية، لصراع يترامى دوما خلف الصورة الشعرية، سواء في حكايات ووقائع الشخوص المسرودة بوعي الحكاية في كليتها وشمولها، أو في تقاطعات الأزمنة والأمكنة، أو في عين الذات الشاعرة المشغولة دوما بالتلصص والتخفي في ما وراء أقنعة ومرايا الظلال.
تبرز هذا المسحة المسرحية على نحو خاص في لغة النص المشطوفة المكثفة بعناية فائقة، فهي لغة سلسة خالصة لنفسها، تعرف مفارقات الفانتازيا ومتعة الخرافة، بل إنها توهم بـ«أسطرة» الحكاية، وتتخذ منها سلاحا للكشف والمعرفة. كما أنها لغة مغسولة من الشوائب الغيرية، تتماهى في أحيان كثيرة مع بنية الفعل الدرامي، حيث لا يسعي النص إلى تثبيت الحكاية في المشهد، بل يقتنصها من فم الزمن ويعيد بناء مشهديتها من جديد، إلى درجة التماس مع نبض اللحظة الراهنة. وهو ما يشف على هذا النحو في قول الشاعر:
«قالوا:
أرسل تعليقك