القاهرة - وكالات
صدرت حديثاً عن دار اكتب المجموعة القصصية "إبليس لا يدخل الجنة" للكاتبة سمية غباشي، وجاء في أجواء الكتاب، "كنا نحب الأيام التى تأتينا فيها جدتى ونتدلل عليها ونرتمى على حجرها ونستحلفها أن تقص علينا الحكايات.. وكانت السعادة تظهر على وجهها ونحن نقوم بذلك، لأنها تشعر منا بكل الحب الذى نحمله لها فى قلوبنا ولم تبخل علينا يومًا بحكاياتها الجميلة التى كانت تنقلنا من عالم لعالم ومن واقع إلى خيال جميل نتمنى لو لم نتركه وتطول بنا الحكايات..
أثناء المذاكرة كنت أخبئ أجندة أكتب فيها أشياءً خاصة.. مشاهدات.. حكايات بنات.. بعض المشاعر التى نحسها فى سن المراهقة نحو أشخاص مروا مرورًا عابرًا فى حياتنا.. ولم نرهم مرة أخرى.. وكانت تلك الملاحظات يمكن أن تمتد لتصبح ملحوظة طويلة أو قصة قصيرة فيها الكثير من الوهم المخلوط بالخيال.. وأحيانًا كثيرة كنت أنام وأنا أكتب.. وعندما أصحو أجد مكتبى مرتبًا وكأن ملاكًا قد زارنى فى ليلتى وأعرف أنه أبى الحبيب عندما أجده وقد دون ملحوظة على ما كتبت.. وأحيانًا كنت أخجل من كتاباتى.. فقد دخل أبى على ما بنفسى.. ولكن ملاحظاته أبدًا لم تشعرنى بالخجل بل كانت تشجعنى على كتابة المزيد.. فكان يغير كلمة غير مناسبة مثلاً أو يكتب (حلوة قوى والتعبير ده جميل...انطلقى) وكنت حينما أغضب من ممارسات إخوتى على فأنا الصغرى بين اثنا عشر أختا وأخا وأحيانًا أغضب ولكنى أبدا لم أكن أثور احترامًا لهم جميعًا وحبًا فيهم وتقربًا لوالدى الحبيب وأمى الغالية.. وإعزازًا لمن تربينى حبيبتى وأختى الجميلة.. الحاجة فاطمة..كنت أجد أبى يضع ملحوظة فى صفحة بيضاء من الأجندة وكتب فيها أفضل طريق للتخلص من الغضب.. الكتابة..اخرجى ما يغضبك واكتبى أى شيء يخرج هذا الغضب.. وأحببت الكتابة والقراءة.. وكان لأخى سامى رحمه الله فضلاً فى حبى للقراءة فكان دائمًا يأتينا بالقصص الروائية للكتاب الرائعين الكبار.. وكانت الحاجة فاطمة تحثنى وتهيئ لى كل السبل لقراءة هذه الروايات والقصص.. وأخذتنى الأيام والظروف حتى وجدتنى أقلب فى أشيائى القديمة وأحاول أن أعيرها اهتمامًا ووجدت كتاباتى ووجدتنى واستعنت بملاحظات الحبيب أبى.. وكانت هذه مجموعتى الأولى.. التى أرجو أن تكون فى مستوى لائق يستحق الاهتمام والقراءة واقتناص الوقت لها.. أشياء ممكن أن تكون حدثت للكثيرين أو رسائل نرسلها للآخرين حتى يجعلوا الحياة أفضل وأشياء صغيرة.. يمكن بها أن تتحول الحياة.. وأحلام ممكن أن تتحقق.
أرسل تعليقك