أبوظبي – صوت الإمارات
أيام قليلة تفصلنا عن الدورة الـ26 لمعرض أبوظبي للكتاب، التي تقام بأرض المعارض في أبوظبي، في الفترة من 27 أبريل إلى الثالث من مايو 2016، وهي أيام تتزامن هذا العام مع المبادرة الطيبة، التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعنوان "عام 2016.. عام القراءة"، ولاشك في أن معارض الكتب أينما كانت، أصبحت تلعب دورًا ثقافيًا ومجتمعيًا مهمًا، فقد أصبحت بمثابة مهرجانات ثقافية، ينتظرها جمهور القراءة في الدولة والخليج العربي بشغف، ذلك أنها تحتفي بالكتاب الرصين والفكر الجاد وروادهما، ما يجعل إقامة هذه المعارض فرصة ذهبية حقيقية، للمفكرين والكتاب وقرائه، ينهلون من فكرهم وإنجازاتهم..
إضافة إلى هذا فإن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يلعب دورًا رياديًا في تنمية مهارات الطفل في الدولة، وزرع حبِّ الكتاب، وممارسة الرسم، بإشراف مختصين من وزارة الثقافة، وعدد من المؤسسات المشاركة، وهنا تقع المسؤولية على عاتق الآباء والأمهات، في اصطحاب أبنائهم إلى المعرض، وإعطائهم الوقت الكافي لممارسة هواياتهم، حيث تبدأ حياة الإنسان في عالم المعرفة من طفولته؛ فالسمع المرتبط بالقراءة لا يُعدّ فقط بداية الطريق لدروب العلم، لكنه كذلك بداية لاكتشاف الحياة وسبر أغوارها، فالقراءة للطفل ليست للتعليم وحل الواجبات المدرسية فقط؛ فذلك مكانه الصف المدرسي، والقراءة لها أصول وقواعد لو اتّبعت لغيّرت اهتمام الأطفال، ونظرتهم إلى الحياة، هذا بالإضافة إلى التقدم العلمي، الذي يحصلون عليه في المدرسة.
لقد أثبت علماء النمو والذكاء أن القراءة تؤثر في دماغ الطفل، فهي تنمي الجانبين اللغوي والمهاري لديه بشكل كبير، وقراءة القصص والكتب له من قبل والديه، ستجعله يدرك ألفاظًا ومصطلحات لغوية مختلفة عن تلك التي يتعاطى معها في حياته اليومية، ما سيزيد حصيلة الطفل من الكلمات، ويطوِّر قدراته على التواصل مع الآخرين.
يضاف إلى ذلك أن القراءة للصغار تعزز من ثقة الطفل بنفسه وقدراته، وحبِّ الآخرين له، فبكثرة الاستماع تزداد الحصيلة العلمية واللغوية، ويتعزز شعوره بالحب والأمان، ويتعلم بعض المهارات السلوكية والمهارية، وكل ذلك يعمل متضافرًا على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وقدراته، كما تنمي العلاقة بين القارئ والطفل، وقد يكون هذا العامل من أهم العوامل الأسرية؛ فالقراءة ليست سردًا للمعلومات المكتوبة في النص، بل إنها نقل للكلمات من صفحات الكتاب إلى الحياة بطريقة شائقة، لهذا عند اختيارنا الكتاب المناسب للطفل، تنبغي معرفة المرحلة العمرية له، فكل مرحلة لها خصائصها واحتياجاتها من نوعية الكتب.
أرسل تعليقك