الرباط ـ وكالات
تحت شعار "الإقامة في الإبداع الفني"٬ افتتح مؤخرا برواق مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير معرض جماعي لفنانين تشكيليين مغاربة ومغاربيين وعرب٬ هم المغربيتين مريم الشرايبي وريم اللعبي والعراقي محمد قريش والتونسي صاحبي شتيوي.ولعل الجامع بين لوحات كل من مريم الشرايبي ومحمد قريش وريم اللعبي هو اعتمادهم تقنية "الكولاج" في لوحاتهم٬ بينما يشتغل صاحبي شتيوي على منحوتات هائلة من مادة البرونز٬ عرضها بساحة مولاي الحسن اللصيقة بالرواق٬ فضلا عن منحوتات أصغر حجما عرضت داخل الرواق.
وتزينت جدران المعرض بلوحات تميزت بتقنية الكولاج ٬ التي تراوحت بين الكولاج على سطح اللوحة٬ أو ظهور تضاريس على سطح اللوحة على شكل نحت نافر٬ أو بألوانها المتفاوتة في درجة حرارتها٬ والتي تراوح بين الأحمر الفاقع أو الأخضر والأصفر والأزرق والبني.ويقول الفنان التشكيلي جان فرانسوا كليمون إن تقنية الكولاج قديمة جدا٬ تعود إلى القرن الخامس عشر٬ وخاصة مع ظهور التكعيبيين في القرن الثامن عشر، مشيرا إلى أنها عرفت تطورا وتنوعا كبيرين.وأضاف في حديثه عن الفنان العراقي محمد قريش "إنه يلصق الورق على القماش مباشرة٬ لكنه يعتمد ورقا من طبيعة أخرى٬ ورق التيبت أو ورق الأرز٬ وهو نوع من الورق يسهل إمكانية إبداع آثار تختلف عن تلك التي يمكن رؤيتها على لوحة لا تمت للفن بصلة٬ هذا فضلا عن استعمال ورق الجرائد والكتب والمجلات، كما أنه يلجأ في تقطيعه للورق٬ إلى تقطيع عشوائي بطريقة غير سوية٬ وعندما يقطعه بطريقة سوية فإنه يصنع بالألوان خطوطا غير متساوية٬ محدثا نوعا من الفوضى داخل النظام".أما مريم الشرايبي فإنها تستعمل أسلوبا آخر في الكولاج٬ فهي لا توظف ورق الجرائد أو المجلات٬ بل تنتج من الورق أشكالا هندسية تلصقها بعد ذلك على اللوحة٬ وبذلك فإنها تبدع لوحة من تلك الأجسام المقطوعة، ويشبه كليمون عملها بالزليج المغربي "الذي٬ على الرغم من استلهامه٬ فإن الفنانة تضع قطيعة مع هذا الفن العربي الإسلامي عندما تعوض القيود الهندسية الصارمة بمنحنيات تائهة".وتتألف لوحات ريم اللعبي من عناصر متعددة (قطع قماش٬ ورق جرائد٬ شظايا وجوه٬ خيوط وألوان متداخلة)٬ بحيث تتعذر إمكانية معرفة من أين ينحدر كل هذا وإلى أين يمكن أن يؤول وهي عناصر تشدها عقد وحياكة وغراء أو صمغ.أما عن منحوتات الفنان التونسي صاحبي شتيوي فإنها هائلة أنجزت من مادة البرونز٬ بكثير من الإتقان والموهبة والإبداع٬ تجمع بين مواضيع متعلقة بعادات التراث المغاربي أو بأحداث كان لها تأثيرها في الوقائع التاريخية عبر الزمان والمكان٬ أو تيمات ذات طابع كوني لأنه تم إنجازها بفكر وفلسفة الفنان.وتقول عنه الناقدة الفنية زينب عبد الرازق الشرايبي "هذا التونسي الولادة٬ المغربي القلب٬ والكوني العقل والروح٬ يجسد أفضل من أي كان٬ الانصهار الناجح والمزج الضروري لتعدد الثقافات٬ كما أنه يجعل الفن يتكلم لغة المحبة والتسامح".ويستمر المعرض لغاية 28 فبراير/شباط الجاري٬ وسيتم خلاله انطلاق محترفات لإبداع لوحة لكل فنان من بداية فبراير إلى السابع منه٬ حيث يتم الخميس المقبل الكشف عن الأعمال الأربعة المنجزة من قبل الفنانين.
أرسل تعليقك