أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة حملة "أجمل في موائلها" للسنة الثالثة على التوالي بالشراكة مع منظمة متحدون لحماية الحياة البرية التي تنسق الجهود العالمية للمنظمات الدولية العاملة في مجال محاربة الإتجار غير المشروع في الحياة البرية.
وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى زوار الدولة عبر منافذها الجوية والبحرية بأهمية حماية الفصائل المهددة بالانقراض بما يضمن استمرار التنوع البيولوجي المتميز على المستويين المحلي والدولي إلى جانب تعزيز الجهود الرامية للحفاظ على الموائل البرية والبحرية عبر أساليب مبتكرة وتقنيات تعليمية وترفيهية عالمية المستوى.
و تنفذ الوزارة هذه الحملة الوطنية المتقدمة بالتعاون مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية- الصندوق العالمي لحماية الطبيعة والصندوق الدولي للعناية بالحيوان والهيئة الاتحادية للجمارك وجمارك دبي ومطارات أبوظبي "أداك" ومجموعة موانئ دبي العالمية ودائرة المالية المركزية بأبوظبي وطيران الإمارات والاتحاد للطيران ومطارات دبي والجمارك العالمية.
وبدأت الحملة في أبوظبي من مبنى المسافرين رقم 1 في مطار أبوظبي الدولي وذلك عبر منصة عرض تفاعلية ستمنح المسافرين من المغادرين والقادمين فرصة فريدة لدخول عالم البرية بمحاكاة للحقيقة من خلال عدسة الـ "هولولنس" حيث تندمج الأماكن والأشياء من العالم المادي والعالم الافتراضي معا لتقدم بيئة مختلطة.
ويقدم الواقع المختلط تجربة التواصل مع الحيوانات البرية في موائلها الطبيعية فيما يضم العرض كتيبا افتراضيا ونظام شاشات العرض باللمس.
وحضر الدكتور ثاني أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة انطلاق الحملة من خلال تدشين المنصة التفاعلية في مطار أبوظبي الدولي يرافقه سعادة عبد المجيد الخوري الرئيس التنفيذي بالإنابة لمطارات أبوظبي وسعادة أحمد محبوب مصبح مدير عام مجموعة موانئ دبي العالمية وفيصل عيسى لطفي المدير التنفيذي لجمارك دبي العالمية وحارب مبارك المهيري نائب أول للرئيس للشؤون الدولية وشؤون الشركة في مجموعة الاتحاد للطيران وعائشة محمد عبدالله العبدولي مدير إدارة التثقيف والتوعية بوزارة التغير المناخي والبيئة وسالم سعيد الرميثي المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الفنية بجمارك أبوظبي.
و قال وزير التغير المناخي والبيئة إن الحملة تنسجم مع توجهات القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حيث تسعى الوزارة من خلالها لرفع مستويات الوعي لدى الجمهور بمدى خطورة العبث بمنظومة الحياة الفطرية لغايات غير مبررة تقودها رغبات وممارسات فردية مبنية على الجشع.
وأضاف معالي الزيودي إن حماية الحياة البرية بشكل خاص والمنظومة البيئة تندرج في إطار الواجب الإنساني والوطني وهي مهمة يحكمها الضمير المسؤول والالتزام بصون واحترام حياة المخلوقات الأخرى.
و رأى أن بعض السلوكيات الخاطئة للمجتمعات وجملة من التصرفات الفردية غير المسؤولة تتصدر أسباب الإخلال بتوازن النظام البيئي وتؤثر سلبا على ما يحيط بنا من كائنات ومكونات بيئة ومنها الاتجار غير المشروع ببعض السلالات المهددة بالانقراض.
وأكد الزيودي أن حكومة دولة الإمارات ومؤسساتها وشعبها ينظرون إلى الحياة البرية كجزء حيوي وبالغ الأهمية من التراث المحلي وبالتالي فإن الحفاظ على منظومة التوازن البيئي من خلال حماية السلالات المهددة بالانقراض يمثل أولوية لمختلف الجهات الوطنية والعالمية.
وأشاد بشركاء الحملة منوها إلى ضرورة انضمام المزيد من الشركاء في المستقبل نظرا لأن حملة "أجمل في موائلها" تعتبر من أهم برامج التوعية الإيجابية بمدى جمالية البيئة والحياة البرية.
و أوضح الزيودي أن هناك عشرات الحيوانات التي انقرضت على مدار القرن الماضي وما قبله ولم يتبق منها اليوم إلا بضعة نماذج وهياكل عظمية معروضة في متاحف التاريخ الطبيعي منوها إلى أن مهمة العالم اليوم تكمن في تبني جهود دولية منظمة ومنسقة وبناء القدرات العاملة في مجال حماية البيئة وتطوير آليات تبادل المعلومات بين الدول والمنظمات ووضع المزيد من السياسات والإجراءات على المستويات الوطنية والدولية لتغليظ العقوبات المفروضة على عمليات الاتجار غير المشروع بالأنواع المهددة بالانقراض وتكثيف برامج التوعية بالأضرار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على الممارسات الخاطئة وذلك بما يضمن خفض مستويات المخاطر التي تواجه الحياة البرية بشكل عام.
وحث على التحلي بالمسؤولية ومقاطعة الجهات المتاجرة بالحيوانات المهددة بالانقراض مؤكدا أن تلك المقاطعة ستؤدي إلى اختلال في منظومة العرض وتقليص الممارسات الخاطئة وستؤدي تلك المقاطعة بالنهاية إلى انحدار ظاهرة التجارة غير المشروعة إلى حد بعيد.
من جانبه.. أكد سعادة سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي دعم جهود وزارة التغير المناخي والبيئة لحماية الحياة البرية انطلاقا من الإيمان بأهمية الحفاظ على البيئة والشراكة مع المنظمات الدولية لحماية البيئة وفي مقدمتها منظمة "متحدون من أجل حماية البيئة" وأضاف : " نساهم من خلال عضويتنا في "فريق العمل الخاص بقطاع النقل" الذي أسسته المنظمة بدور فاعل في الجهود الدولية لحماية الحياة البرية".
و قال سعادة المهندس عويضة مرشد المرر رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي: " نسعى بشكل مستمر لتطبيق الأساليب الأمثل للمحافظة على البيئة وبالتالي فإننا ندعم برامج حماية البيئة والتي تحث على زيادة وعي الجمهور حول الطرق الأفضل لإدارة الموارد الطبيعية.
واعتبر أن حماية مواطن الحياة البرية مسؤولية جماعية" .
من جانبه.. أكد سالم سعيد الرميثي المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الفنية بجمارك أبوظبي الالتزام التام بالمبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي وثقافة البيئة.
وقال: "إن مبادرات الوعي البيئي تأتي في مقدمة أولويات العمل الجمركي إذ تعمل جمارك أبوظبي على منع الاتجار غير المشروع بالمواد الضارة بالبيئة وذلك عن طريق بناء قدرات المفتشين الجمركيين والموظفين المعنيين بمراقبة وترخيص المواد والنفايات الخطرة والسلالات النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض وتعريفهم بالاتفاقيات البيئية الدولية كاتفاقية "سايتس" التي تغطي النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض وكذلك الأدوات والأدوية المصنوعة أو التي تحتوي على مكونات مأخوذة من الحيوانات أو النباتات البرية".
و شدد الرميثي على أن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة تحتاج تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان حياة أفضل للبشرية والحفاظ على الموارد الطبيعية من أجل تنمية مستدامة لنا وللأجيال القادمة .. مشيرا إلى أن رجال الجمارك هم "السياج الأخضر" لأي مجتمع.
إلى ذلك.. أكد أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي حرص الدائرة على دعم الجهود الدولية لحماية البيئة والمحافظة على التنوع الطبيعي وتعزيز الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض "سايتس" بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة للتصدي بفاعلية للتجارة غير المشروعة التي تتعارض مع أحكام الاتفاقية.
وأضاف إن الدائرة تنظم بشكل دوري ورش عمل متخصصة للموظفين حول اتفاقية "سايتس" تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة بالعمل على المشاركة الفاعلة في كافة الأنشطة الإنسانية التي تهدف إلى ضمان استدامة البيئة والمحافظة على تنوعها الطبيعي مثمنا الدور الذي ستؤديه حملة التوعية بالحياة البرية التي تنطلق الأسبوع الجاري في مطار أبوظبي الدولي ودورها في زيادة الوعي نحو المحافظة على البيئة وتجريم تجارة المواد الممنوعة والمقيدة.
وتعد دولة الإمارات إحدى أكثر دول العالم إدراكا لحجم المسؤولية ودورها بالمساعدة في القضاء على عمليات الاتجار غير المشروع بالحياة البرية على المستوى العالمي وذلك من منطلق تحقيق التوازن البيئي عبر المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض.
واتخذت الدولة مجموعة مهمة من الخطوات والتدابير في هذا الاتجاه منها إصدار القانون الاتحادي رقم 11 لسنة 2002 بشأن تنظيم ومراقبة الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض والقانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999 في شأن حماية البيئة وتنميتها وكذلك التطبيق الأمثل للالتزامات الوطنية في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة والمتمثلة في اتفاقية سايتس والتي انضمت لها الدولة واتفاقية التنوع البيولوجي وكذلك مذكرات التفاهم المنبثقة من اتفاقية الأنواع المهاجرة كما أن الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي تعمل على تطوير وتنفيذ برامج لتحسين حالة الصون لـ 70? من أكثر الأنواع تهديدا بالانقراض.
وانضمت دولة الإمارات إلى اتفاقية السايتس عام 1990 وتم إصدار القانون الاتحادي رقم 11 عام 2002 لتطبيق الاتفاقية الدولية للاتجار بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض بهدف المساعدة في وضع إجراءات صارمة لمراقبة الاتجار غير القانوني بالحياة البرية من حيث إصدار شهادات لدخول وخروج هذه الأنواع وتشديد الرقابة على رحلات العبور "الترانزيت".
وتعقد الوزارة ورش عمل تخصصية بشكل دوري لتدريب الكوادر الوطنية للحد من التجارة غير المشروعة بالحياة البرية وذلك بالتعاون مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان منها ورشة تدريبية حول الاتجار غير المشروع بأسماك القرش وتدريب العاملين في الجمارك حول تطبيق اتفاقية السايتس والتعرف على الأنواع المهددة بالانقراض المدرجة على لوائح الاتفاقية.
أرسل تعليقك